رد: الخطوات العمليه للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان ::...
- من أسرار العمل القليل ..هام جدا..
"عند عمل العمل الجديد..
فإنه يجتمع على النفس مشقتين :
الأولى :
الوقت الذي سيصرف في هذا العمل الذي يخالف نزعات النفس وشهواتها..بل هو حبس لها.. ففي اقتطاعه مشقة..
الثانية :
نفس العمل..ففيه شيء من المشقة مهما كان..
فإذا اجتمع في الوقت المبذول والعمل القلة ... لم تجد النفس صعوبة في قبوله...
ولكن يبقى الجهد المبذول في المحافظة على استمراره..بل ستنقلب الأمور إلى وجود رغبة عند النفس في هذا العمل..ولكن هذا بعد مدة..بعد أن تتعود نفسك عليه...
وهنا تكون قد تحكمت في نفسك في العمل..فتزيد ما تشاء..
لكن تصور لو أن وقت العمل طويل ونفس العمل كثير..فإن النفس لن تقبل به سريعا..بل سيكون عليها ثقيل ..ومهما طاوعتك في البداية وتغلبت عليها بالحماس..
فإن هذا الحماس لن يستمر..ومن ثم ستتغلب عليك نفسك ..
والنتيجة..
إما ترك العمل
أو عدم الاتيان به على الصورة المطلوبة..
وهذا في الغالب..
لكن بعض الناس يوفقه الله فيقويه ويعينه ويأتي بما يريد من الأعمال..وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مراده الأجسام
لكن أمثالنا ..
ممن أصابهم الكسل والفتور..لابد لهم من مسايسة نفوسهم ..بعد الاعتماد على الله في طلب العون على ذلك..
- مزلق..خطير وخفي ..
"وهو من مداخل الشيطان الخفية والخطيرة..
والمتمثل في.. إزعاجك في طلب الزيادة..وأنك قادر على ذلك..
فتنبه من هذا الذي وقع فيه الكثير من الذين تركوا العمل..
واثبت على قليل..وقليل..وقليل..العمل.
- البدايات..
"عليك بالبداية بالقليل بل باليسير..وعدم الاندفاع..مهما رأيت من نفسك قبولا..ففي البدايات ..
لا حكم لما تجده في نفسك من محبة للعمل أو حبا في الزيادة ..
فقد يكون من مداخل الشيطان..وخفايا النفس المخادعة..
فكن على حذر بل أشدالحذر..
فهذا قاصمة الظهر ..!
وهذا بداية الانحدار ..!
واصبر على القليل ..مادمت في البدايات..وما دامت قدمك لم تثبت على العمل..
مره تعمل العمل ومرة تزيد ومرة لا تعمله ومره تؤجل..!
فكن على حذر..وأجل مسألة الزيادة..وحتى فيما بعد..تكون الزيادة بتدرج
خاتمة
- ..بناء ..وتشييد..
عندما تبدأ بعملين أو ثلاثة أو حتى واحد.. بعد كل رمضان يمر عليك ..وتبدأ بقليل..وبعد أن تثبت على هذه الأعمال ..وتزيد بتدرج ..
ستصبح بعد سنوات..من الذي قد وفقهم الله لعمل أعمال صالحة كثيرة ..
فأنت في الحقيقة تبني ..وتشيّد بناءك الذي لن يرتفع إلا بهذه الأعمال الصالحة ..
ونتيجة ذلك..
تحقيق ما أمر الله به من عبادته.. وابتغاء مرضاته .. والمسارعة إلى الخيرات..
بكل يسر وسهولة ..
بل ستكون في سعادة عظيمة.. وانشراح صدر..
وسترى أنك تزداد..كل سنة ..بل كل فترة ..وهذا هو حال المؤمن الصادق في زيادة من الخير والأعمال الصالحة ..
لذلك تأمل من تراه من العلماء والعباد..ممن هم في منازل عالية في العلم والعبادة..
فإنهم في الحقيقة ..لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه في بداية أمرهم..
بل .. بعد سنوات من العمل والصبر والثبات .. وصلوا..
يقول أحد السلف : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذذت به عشرين سنة ..
فــ
واصل ..
واستعن بالله ..وأكثر من الدعاء بأن يعينك الله ويثبتك ..ويقربك إليه ..
احرص على الثبات على الأعمال الصالحة ..
وأعلم أن الموت قريب ..فاستعد للآخرة بهذه الأعمال الصالحة ..وإن كانت قليلة ..
فعظمها بالمداومةعليها ..وذلك علامة من علامات الصدق مع الله..
هذا ما تيسر ..
فما كان فيه من صواب :: فمن الله وحده
وما كان فيه من خطأ :: فــ مني ومن الشيطان
وأسأل الله أن ينفعنا فيه .. ويكتب الأجر لكاتبه ومراجعه..
ومن ساهم في نشره ..
كما أرجوه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح..
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ...
اللهم آمين
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم