رد: نحمدك اللهم على نعمك التى لا تعد ولا تحصى ::...
الثناء والمدح والحمد والشكر،
ألفاظ مترادفة، ومعناها واحد، وقيل بينهما فرق..
فالثناء بالمد يستعمل في الخير والشر إلا أنه يطلق في الخير ويقيّد في الشر،
وربما يقيد فيهما معاً، ومنه الحديث:
"من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار"
والمدح : الثناء باللسان على الجميل مطلقاً ...
والحمد : هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري بنعمة وغيرها ...
والشكر : فعل ينبئ عن تعظيم المنعم ... سواء ثناءً باللسان أو اعتقاداً بالجنان أو عملاً بالأركان ...
وعليه قول الشاعر :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة
يدي ولساني والضمير المحجبا
قال تعالى:
"اعملوا آل داود شكراً"
ولله در القائل:
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله
على نعم ما كنتُ قط لها أهلا
متى ازددت تقصيراً تزدني تفضلاً
كأني بالتقصير أستوجب الفضلا
ولأجل ذلك تعذر شكرها
على من له في مثلها يجب ( الشكرا)
ذلك لأن شكر النعمة يستدعي شكراً آخر..
قال داود عليه السلام :
يا إلهي كيف أشكرك... وأنا شكري لك نعمة منك تستوجب عليّ بها شكراً آخر ..
فقال له الجليل الكريم:
إذاعلمت ذلك فقد شكرتني ..
والمتأمل في كلمتي ( الشكر والشرك )
بالرغم من التضاد يلاحظ أنها نفس الحروف:
( الألف واللام والشين والكاف والراء )..
وفي القرآن الكريم ترك الشكر يعني الكفر:
"لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"
ولو أن كل واحد منا ألقى نظرة على ما مضى من حياته لعلم يقيناً أن الله تعالى تولى كل أموره ، ولو تفكر في قوله تعالى:
"والذي قدر فهدى"
يعلم أنها ( البوصلة ) التي قادته إلى ما هو فيه من نعيم،
وعندما يكون الحجاب كثيفاً يعتقد الإنسان أنه هو الذي دبر وقدر فيكون بذلك مماثلاً لقارون حين قال:
"أوتيته على علم عندي"
وقد يقف عند السبب ويحجب عن المسبب، قال الإمام الفضيل بن عياض:
"من وقف عند السبب فقد أشرك"
و.. نعم اللّه تحيط بنا من كل جانب..
لكن إبليس تعهد بحجبها حتى لا ندخل في الشكر..
"قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين""الأعراف: 16-17"،
فنحمده سبحانه
والحمد نعمة منه مستفادة،
ونشكر له
والشكر أول الزيادة.