همسات حائرة
عضو ذهبي
آداب نبوية في الاستئذان ::...
آداب نبوية في الاستئذان::...
عندما يأوي الناس إلى منازلهم فإنهم
يطرحون عنهم أعباء الكلفة
ويتخفّفون من ملابسهم،
ويظهر منهم ما لا يرغبون
أن يطّلع عليه الآخرون،
فجاءت الشريعة لترشد الناس إلى أدب الاستئذان
صيانةً لتلك البيوت ورعايةً لأهلها.
والمقصود بالاستئذان: طلب الإذن
بالدخول،
خوفاً من الاطلاع على عورات المسلمين،
أو وقوع النظر على ما لا
يرغبه صاحب البيت،
ويقرّر النبي – صلى اللهعليه وسلم – ذلك بقوله :
(إنماجعل الاستئذان من أجل البصر)... متفق عليه.
وإذا نظرنا إلى الآداب
المتعلّقة بالاستئذان
وجدنا أنها تنقسم إلى قسمين:
قسمٌ يتعلّق بالدخول إلى
البيت،
وآخر بالحركة داخله،
أما الأوّل، فقد جاء النهي عن دخول البيوت قبل
استئذان أهلها،
فقال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا
وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ"... (النور : 27).
وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ"... (النور : 27).
ويظهر حرص النبي – صلى الله عليه
وسلم – على تعويد أصحابه على الاستئذان لا سيّما مع حديثي العهد بالإسلام
والجهلة من الأعراب،
والجهلة من الأعراب،
فقد جاء في سنن الترمذي أن صفوان بن أمية ذهب إلى
النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد إسلامه بشيءٍ من الطعام، فدخل عليه ولم
يسلّم ولم يستأذن،
يسلّم ولم يستأذن،
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ارجع، فقل:
السلام عليكم، أأدخل؟).
وفي سنن أبي داود أن رجلاً من بني عامر
استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت
فقال: ألج؟،
فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه:
(اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان،
فقل
له: قل :السلام عليكم، أأدخل)،
فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟،
فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل.
وينبّه النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة حفظ النظر عند الوقوف والانتظار فيقول:
(لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيتٍ حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل)... رواه
البخاري في الأدب المفرد.
ولخطورة النظر على العورات والاطلاع عليها،
أهدر النبي – صلى الله عليه وسلم – عين الناظر إلى بيوت الآخرين وأسقط
عنها الدية
عنها الدية
فقال: (لو أن رجلا اطّلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة – أي رميته
بها - ففقأت عينه، ما كان عليك من جناح)... متفق عليه،
وعن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قائماً يصلي، فاطّلع
رجل في بيته، فأخذ سهماً من كنانته فسدّد نحو عينيه، رواه البخاري في الأدب
المفرد.
رجل في بيته، فأخذ سهماً من كنانته فسدّد نحو عينيه، رواه البخاري في الأدب
المفرد.
وأخبر سهل بن سعدالأنصاري رضي الله عنه عن موقفٍ آخر، حين
اطّلع رجلٌ من ثقبٍ في باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وكان النبي -
صلى الله عليه وسلم – يسرّح شعره بمشطٍ في يده،
فقال للرجل:
(لو أعلم أنك
تنظر طعنت به في عينك؛ إنما جعل الله الإذن من أجل البصر)... رواه مسلم.
ولأجل هذا المقصد
جاء النهي أيضاً عن استقبال الباب والوقوف أمامه،
والإرشاد إلى
أخذ جانبه الأيمن أو الأيسر،
فقد جاء عن طلحة عن هزيل رضي الله عنه أن
رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذن بــ الدخــول، فوقف مستقبل
الباب،
الباب،
فقال له النبي - صلىالله عليه وسلم -: (هكذا عنك أو هكذا – أي اذهب
يميناً أو شمالاً - فإنما الاستئذان من النظر)... رواه أبو داود.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إذا جاء الباب يستأذن ، لم يستقبله، يمشي مع الحائط حتى يستأذن، فيؤذن له أو
ينصرف، رواه أحمد،
ينصرف، رواه أحمد،
وعند البخاري في الأدب المفرد أن النبي - صلى الله عليه
وسلم – كان إذا أتى بابا يريد أن يستأذن لم يستقبله، وجاء يمينا أو شمالا،
فإن أذن له وإلا انصرف.
فإن أذن له وإلا انصرف.