الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

zanaty

مؤسسي الموقع
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
5,331
الإقامة
Egypt - Alex
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مما لا شك فيه أنه مهما برقت في سماء الصراع العربي الإسرائيلي بعض بوارق معاهدات السلام فإن مؤشرات الأحداث بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي ما زالت تؤكد على أن أطماع الصهيونية ونوايا الإمبريالية الإسرائيلية مدعومة من الإمبريالية الأمريكية في المنطقة العربية تشير
إلى أن هذا السلام الواهي يحمل في طيات دمغته المائية احتمالات تجدد الصدام والحروب في أية لحظة.
ومن هنا فان المعرفة العلمية بالواقع الإسرائيلي وبالإنسان الإسرائيلي تصبح مطلبا ومسؤولية تقع على عاتق ذلك النفر الذين يهتمون بدراسة هذا الواقع وذلك الإنسان.

فتعالوا معا ...!!

نتفهم سويا شخصية ذلك العدو اللدود

 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

أولا :الشخصية اليهودية في إطار الإنعزالية الجيتوية

إذا كان الوجود الإنساني لأي شعب وجماعة لايمكن فهمه إلا في إطار الأنساق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية لهذا الشعب أو تلك الجماعة فإن التعرض للشخصية اليهودية في هذا الإطار يصبح أمرا معقدا بقدر تعقد هذه الشخصية التي تمتد جذورها وتتحدد خصائصها في إطار من الظروف والعوامل المتداخلة والمتناقضة التي تتصل اتصالا مباشرا بواقع الظروف التي تعرضت لها الأقليات اليهودية في العالم وهي ظروف كانت تختلف تماما من بلد إلى آخر بحيث يصعب تصور اي واقع تاريخي مادي مشترك بينها. وعلى هذا الأساس فإن الحديث عن "شخصية يهودية " بين الأقليات اليهودية المبعثرة عبر تضاريس
الكون البشري والتي تخضع لتأثيرات ثقافية ولغوية متباينة هو مثل الحديث عن تاريخ مشترك لهذه الأقليات يعتبر من قبيل الإبحار في محيط هائل مليء بالجزر والشعاب التي لم تكتشف بعد. إن أول ما يلفت النظر بناء على هذا في الشخصية اليهودية هو أن هذه الشخصية لم ترتبط في وجودها بإطار جغرافي محدد ومن هنا فإن الجغرافيا لم تكن جزءا من هويتها ولم تكن كذلك سمة من سمات تراثها الذي تميز بتعدد مراكزه الجغرافية.

ونظرا لأن البحث يتناول بشكل أساسي ظاهرة سلوكية خاصة بالشخصية اليهودية داخل إطار الواقع الإسرائيلي المعاصر في المنطقة العربية وهي ظاهرة الروح العدوانية فإن تقصي جذور هذه الشخصية اليهودية الإسرائيلية المعاصرة لابد من أن يقودنا وفقا لتطورات تاريخ الصهيونية في العصر الحديث إلى يهود وسط وشرق أوربا لان هذه المنطقة كانت منطقة التفاعلات والأحداث والأ فكار التي قادت إلى ظهور الصهيونية وأدت إلى قيام دولة إسرائيل في العصر الحديث.

لقد ثبت بناء على شواهد كثيرة تاريخية ودينية أن اليهود قد رحلوا إلى الشاطئ الشمالي من البحر الأسود وترانسكافانيا وطوران في القرن الأول الميلادي وكانوا في خلال هذه الفترة متأثرين بالثقافة والعادات الاجتماعية والدينية المأخوذة من جيرانهم الهالينين .

ويؤكد المؤرخون على أن كثيرين من يهود فلسطين قد وصلوا منذ ما قبل المسيح بقرون عديدة (بعد سقوط الهيكل الأول في القرن السادس ق. م) إلى شواطئ روسيا وانتشروا عبر منطقة القوقاز. ووفقا للأدلة التاريخية فإن هناك جماعة يهودية استقرت في جورجيا حوالي عام ١٣٢ ق. م مع اندحار ثورة بركوخبا ضد الرومان.

وقد وجدت آثار لتلك الجماعة في كثير من الحفائر التاريخية في منطقة جورجيا ولاسيما في العاصمة القد يمة لتلك الولاية. وبعد ذلك بمرحلة متأخرة ظهر اليهود في أجزاء أخرى من روسيا وقد استقروا في البداية في كييف ولتوانيا حوالي القرن الثامن الميلادي. وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي كانت هناك جماعة يهودية في منطقة بيلوروسيا.
ووردت أول إشارة إلى اليهود في تاريخ موسكو عام ٬١٤٧٤ ولكن ما يعرف عن تاريخ وثقافة هذا الاستقرار اليهودي المبكر في روسيا مازال قليلا للغاية. وقد كان أكبر هجرة مؤثرة على تاريخ اليهود تلك التي حدثت في اتجاه شرق أوروبا في اتجاه الغرب نحو أ لمانيا بالذات.

وتعود أدلة الحياة اليهودية في أ لمانيا وعلى الأخص على ضفاف نهر الراين إلى عصر الإمبراطورية الرومانية. فمع مطلع القرن الثامن ا لميلادي كان هناك وجود لجماعات يهودية في بعض ا لمدن مثل كولون ومينس. وبتأثير ما لاقاه اليهود على يد الحملات الصليبية هاجرت عشرات الآلاف من الأسر من غرب إلى شرق أوروبا.

وهناك أسطورة قد يمة تحكي كيف أن مجموعة من اللاجئين اليهود الذين تركوا ديارهم بعد المذابح التي حلت بهم إبان ما يسمى ا لموت الأسود ( ١٣٤٧ - ١٣٤٨ ) قد اتجهت إلى منطقة مجهولة تقع شرق نهر أودر وحينما
تساءلوا عما إذا كانوا وجدوا أخيرا في هذه البلاد ا لملجأ الآمن أجابهم صوت من السماء وأمرهم بالعبرية "بولين " (إبق هنا) وكان اسم تلك البلاد هو بولين أي بولندا. وقد توالت موجات ا لمهاجرين إلى بولندا من الغرب.
وشجعهم على هذا ترحيب حكام تلك البلاد بهم حيث كانوا حريصين على الاستفادة من براعة وخبرة اليهود في تنمية الأقاليم ا لمتخلفة من ا لمملكة.
ورويدا رويدا التقى يهود الغرب بالجماعات اليهودية القد يمة في روسيا التي فقدت بالتدريج هويتها الانفصالية واندمجت بمتحدثي الييديش القادمين من الغرب.
واعتبارا من القرن السادس عشر فصاعدا > تجددت حياة يهود غرب أوروبا ووجدوا وطنا آمنا نسبيا في شرق أوروبا. وقد أتاحت لهم الامتيازات الكثيرة والحريات التي شملت الحرية الدينية والإقرار بالحكم الذاتي الطائفي تقوية وإنعاش حياتهم لدرجة لم تكن متاحة لهم في الغرب.
أما روسيا فكان حتى بداية القرن الثامن عشر من ا لممنوع على اليهود من الناحية القانونية دخولها.
ولكن حين كان القرن على وشك الانتهاء تم تقسيم بولندا وضمت روسيا أجزاء منها آهلة بالسكان اليهود أي أن روسيا ضمت الأراضي البولندية وا لمسألة اليهودية معا.
وقد عاش اليهود في روسيا وبولندا داخل إطار أطلق عليه "منطقة الاستيطان " (تحوم هاموشاف) وكان يشمل بولندا ولتوانبا وبيلوروسيا وأوكرانيا وهي ا لمناطق التي سمح لليهود بأن يعيشوا فيها حتى منتصف القرن التاسع عشر.

وإذا كان من ا لممكن تحديد أبرز العناصر التي تحكمت في حياة يهود شرق أوروبا حتى عشية عصر التنوير اليهودي (الهسكالاه) فان هذه العناصر هي:

ا- العزلة ا ليهودية

٢- الدين اليهودي

وسوف نتناول هذين العنصرين لاحقا .... فتابعونا



معاني
ا لموت الأسود كارثة راح ضحيتها نحو ربع سكان أوروبا واتهم اليهود بأنهم هم سبب الكارثة بأن سمموا الآبار.
الييدش عبارة عن رطانة يهودية عبارة عن خليط من الأ 5انية ويعض اللهجات السلافية والأرامية والعبرية وتكتب بالحروف العبرية. وقد كتبت بها انتاجات أدبية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ومازال قطاع من يهود أمريكا ذوى الأصل الشرق أوروبي يكتبون بها أدبا حتى الآن

تقبلوا تحياتي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

ا- العزلة ا ليهودية

ترجع التوراة وهي السجل السياسي لتاريخ اليهود تاريخ هذه العزلة الاختيارية إلى فترة إقامة بني إسرائيل في مصر حيث رسم لهم يوسف خطة الهجرة من أرض كنعان (سفر التكوين الاصحاح ٤٥ ) كما دبر لهم الإقامة في أرض مستقلة بهم (سفر التكوين الاصحاح ٤٦ ) مستغلا تقدير فرعون مصر له "فكلم فرعون يوسف قائلا أبوك واخوتك جاءوا إليك. أرض مصر قدامك. في أفضل الأرض أسكن أباك وأخوتك. ليسكنوا في أرض جاسان. وإن علمت أنه يوجد بينهم ذوو قدرة فاجعلهم رؤساء على ماشيتي" (تكوين الاصحاح ٤٧ ). وما أن ذهب يوسف وذهب النفوذ العبراني في الحكم اللذان ضمنا لهم استمرار هذه ا لميزة بما ترتب عليها من ثراء وجاه حتى كلفهم فرعون مصر "الذي لم يكن يعرف يوسف " بالعمل كسائر المصريين في صناعة الزراعة وصناعة البناء اللتين كانتا الصناعتين الرئيستين في مصر.


فاعتبروا هذا التكليف تعذيبا وعبودية وفكروا في الخروج من مصر وأضفوا على أمانيهم ورغباتهم قدسية إلهية تستر ما
يخفونه من تآمر على أبناء الشعب ا لمصري وجعلوا يهوه إلههم القبلي ينكل با لمصريين في صورة عمليات انتقامية بشعة ردا على جميل الإقامة لخمسة قرون نعموا خلالها بخيرات مصر وهي الخيرات التي ندموا على تركها عندما عانوا الأهوال والجوع والتشريد في التيه.

وقد أخذ الوجود اليهودي داخل اﻟﻤﺠتمعات القد يمة والوسيطة أشكالا متعددة مثل "حارة اليهود " في مصر "وقاعة اليهود " أو المسبتة (نسبة ليوم السبت) في اليمن "وا لملاح " في ا لمغرب.

أما في شرق أوروبا فإن مناطق الانعزال اليهودي اتخذت تسميات متعددة مثل:
أ- الشتتل: كلمة ييديشية تعني "ا لمدينة الصغيرة ". وهو عبارة عن تجمع سكاني من اليهود يتراوح بين ألف وعشرين ألفا وكانت الحياة تدور فيه حول ا لمعبد اليهودي وا لمنزل اليهودي ثم السوق الذي يلتقي فيه اليهود بالأغيار. ويصف موريس صموئيل وهو أعظم شخصية يهودية فولكلورية مدركة في هذا العصر شتتل كاسر يلفسكي وهو عبارة عن مزرعة يهودية
نموذجية في ولاية بولتافا خلد مواطنيها الأديب اليهودي شالوم عليخم في كتاباته التي كتبها في القرن التاسع عشر بقوله:
"ا لمدينة في حد ذاتها خليط من البيوت الخشبية التي تتجمع في تضارب حول مكان السوق عند سفح التل.. وكاسر يلفسكي مكتظة كإكتظاظ الأحياء القذرة وهي في الحقيقة حي قذر.. وشوارعها ملتوية كمناقشات التلمود ملتوية على شكل علامة استفهام وتخرج منها حوار وأزقة وزرائب خلفية وأغنى اليهود فيها يمكن أن يكون في إحدى صور أربع: غني أو فقير أو بائع
متجول أو صانع " والشتتل عادة ما يكون مستقلا أو منفصلا حضاريا واجتماعيا وعرفيا عن البيئة المحيطة به.


ولاحقا أعزائي لنا تكملة مع ...... " القاهال"


تحياتي


 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

أخي الغالي * زناتي *

موضوع مميز جدا ومعلومات رائعة وجديدة بالفعل وثقافة اعتقد بأن الكثير منا لا يعلم عنها شئ

وفى الحقيقة كما ذكرت نحن بأشدة الحاجة الى معرفة كينونة الشخصية اليهودية ومدي ما تضمره فى قلبها من كره وبغض لأهل مصر خاصة وللعرب والاسلام عامة

متابع لموضوعك القيم

ودمت دائما تضيف لنا ما هو ذو قيمة وفائدة

خالص الود والتقدير
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا أخي العزيز ... عماد

علي مرورك الكريم وإضافتك الرائعة ... وما اسطره في هذا الموضوع فقط هي مجرد لمحة عن كينونة ذلك العدو اللئيم

الهدف منها تعريف من يهمه الأمر وأولهم أنا بماهية هذا العدو

أرجو لي ولك وسائر القراء الإستفادة

تحياتي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

بسم الله الرحمن الرحيم


ب- القاهال

كلمة عبرية تعني جمهورا أو جماعة كبيرة من الناس في مكان واحد أو طائفة أو الطائفة اليهودية في إحدى مدن الشتات اليهودي. ويعني بها الخلية الأساسية لتنظيم حياة اليهود في منطقة إقامتهم.وكانت مهام القاهال مشابهة لمهام الدولة تجاه مواطنيها. وتعتبر تجسيدا للحكم الذاتي من قبل الحكومة.

وقد اهتمت القاهال بمرور الوقت بتصديق من السلطات بإجراء الزواج كما عهد إليها بتمثيل اليهود أمام السلطات وجمع الضرائب نيابة عنها. وكان من حق القاهال أن تعين القضاة والربانيم (الحاخامات الاشكناز l) وكانت المحكمة الحاخامية بمثابة تعبير عن القضاء الداخلي ا لمستقل وكان من حقها فرض العقوبات والغرامات أو السجن أو التحر l والعزل الاجتماعي.
وقد عرف بهذا الاسم "قاهال " بولندا ا لمعروف بإسم مجلس البلاد الأربع "فعد أربع ها أرتوت " يضم بولندا الكبرى وبولندا الصغرى وفولينيا ولتوانيا وهي الأقاليم الأربعة الكبرى في مملكة بولندا. وكان من حق هذا اﻟﻤﺠلس فرض الضرائب وتعيين القضاة وإقامة محاكم مستقلة وكانت مجالس الأحياء أو القاهال (أصغر الوحدات الإدارية)-تقوم بتنظيم جميع جوانب الحياة اليهودية من الداخل كالإشراف على الزواج والطلاق والختان. كما كانت تنظم حياة اليهود بوصفهم جماعة اقتصادية دينية في علاقتهم بالأغيار.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر تم شن هجوم نقدي على التنظيم القاهالي بأكمله بشكل لم يسبق له مثيل. وكان التعبير ا لمتطرف عن هذا الاتجاه هو كلمات الشكوى التي قدمها عدد من أصحاب ا لمنازل في بلدة شاول في لتوانيا للموظف المسؤول عن الإقطاعيات: "نحن جميعا,سكان شاول من اليهود , نعلن بدموع عيوننا أننا لسنا في حاجة إلى حاخام (راب) ولا إلى رؤساء لأنهم... يعملون في الابتزاز وا لمؤامرات, ويضطهدوننا تماما, ونظرا لأنهم مرتبطون فيما بينهم بروابط عائلية فإنهم ينهبون "بروطاتنا " (اسم عملة) حتى آخرها من أجل أن يزدادوا ثراء " .

و لما تولى القيصر نيقولا الأول حكم روسيا عام ١٨٢٥ أوضح منذ بداية حكمه أنه يعتبر اليهود شعبا غريبا, شعبا يجب أن يكيف نفسه بسرعة مع الأكثرية السلافية اليونانية الارثودكسية, أو يقاسي من النتائج الوخيمة.
وقد سن قانونا للتجنيد الإجباري لليهود يقضي بأن يقضي اليهودي بالخدمة العسكرية إحدى وثلاثين سنة. وكان على القاهال أن تقوم بنفسها بتزويد السلطات بأسماء اﻟﻤﺠندين اليهود.
ولم يكن هناك إجراء أسرع من أن يفقد الأهالي الثقة في الحكومة الذاتية اليهودية.. لقد كان من الشائع مثلا, بالنسبة للعائلات الثرية أن ترشو سلطات القاهال بأن تزود السلطات القيصرية بأسماء فقراء اليهود. وقد اتضحت مرارة فقراء اليهود إزاء اليهودي الثري مبكرا في الثورة الحسيدية وبلغت أقصاها خلال عهد التجنيد الإجباري.

وفي عام ١٨٣٥ صدر قانون جديد يسمى "ميثاق العقود " طرد اليهود بمقتضاه من ريف ولاية كييف وخارج عاصمة كييف نفسها.
وفي نهاية حكم نيقولا في عام ١٨٥٥ كانت مناطق إقامة اليهود تتكون من لتوانيا وروسيا الصغرى وروسيا الجديدة ومدن معينة في أوكرانيا. وحرم على اليهود أن يستخدموا الخدم ا لمسيحيين أو الزواج قبل سن الثامنة عشرة أو استخدام الييديش في أية وثيقة من الوثائق الهامة. وفي عام 1840 طلب القيصر من وزير الدولة الكونت ب. د. كيسيليف عقد لجنة تكون قادرة على إصدار مباد يء جديدة وفريدة في نوعها بالنسبة لحل ا لمشكلة اليهودية. وقد جاء في تقرير اللجنة أن أساس ا لمشكلة إ نما يرجع
إلى التعصب الديني اليهودي والانفصالية اليهودية, وأن الذي غذى في اليهود أنهم شعب الله اﻟﻤﺨتار هو التلمود الذي نفث في اليهود "الاحتقار التام للشعوب التي تؤمن بديانات أخرى " وزرع في نفوسهم الرغبة في "أن يحكموا بقية العالم , وتحت تأثير التلمود وتعاليمه "التمردية " لا يمكن اعتبار وجود اليهود في أي بلد آخر فيما عدا فلسطين إلا إقامة مؤقتة في الأسر.
وهذا العكوف على التلمود هو الذي يفسر الولاء اليهودي لنظمهم الخاصة بالنسبة للحكومة الذاتية وبالنسبة لنظام مدارسهم الخاص. ولذلك اقترحت اللجنة: "التأثير على الثقافة الخلقية للجيل الشاب من اليهود عن طريق مدارس يهودية بروح مناهضة للشريعة التلمودية الحالية, وإلغاء القاهالات, وإخضاع اليهود للإدارة العامة.. . وحظر استخدام الزي اليهودي الخاص.. وتقسيم اليهود حسب مهنهم إلى مفيدين- مثل التجار, وا لمهنيين , وا لمزارعين - وغير مفيدين وهم أولئك الذين ليست لهم مهنة ثابتة.. ويجب أن تفرض عليهم قيود مختلفة, كالخدمة العسكرية في الجيش لمدة تصل إلى ثلاثة أضعاف ا لمدة العادية ."

وفي عام ١٨٤٤ أصدر القيصر نيقولا أوامره بإلغاء القاهالات جميعها, وبهذه الطريقة انتهت الحكومة الذاتية اليهودية على الفور وأصبحت الطائفة اليهودية تحت سلطة الإدارة الروسية العامة.



وإلي لقاء مع ....

أشهر أشكال الإنعزالية اليهودية في العالم ......" الجيــــــــــــــــتو"


تحياتي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

اخي الحبيب

*زناتي*

سلمت لنا يمينك علي هذه الرقائق الغاليه
وهذه المعلومات الهامة جدا والتي يجب علينا ان نكون ملمين بها
يجب علينا حقا ان نعرف من هم اليهود
وكيف يفكرون
كفانا دراسة لتاريخ لا يجدي
كفانا مواراة للحقيقة
كفانا بعدا عن الامر الواقع
فلقد ان الاوان للعودة

جزاك الله خير الجزاء

،،

،

اسمي ودي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الفاضل .... أسيــــــــر

أحبك الله الذي أحببتنا فيه وجزابا وإياك الخير الكثير

أشكر لك عروجك وتشريفك موضوعنا .. وتزيينه بعطر كلماتكم الرقيقة

أرجو لك ولي ولسائر الأعضاء والزائرين عموم الفائده وواسع المعرفة

تحياتي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

بسم الله الرحمن الرحيم


ج- الجيتو

يعتبر الجيتو أشهر الأشكال الانعزالية اليهودية في العالم، بحيث أصبح يطلق على سبيل التعميم على كل شكل من أشكال الحياة اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها. والجيتو عبارة عن حي أو عدد من الشوارع اﻟﻤﺨصصة لإقامة اليهود.

أما بالنسبة لأصل كلمة جيتو فإنه محاط بكثير من الشكوك. ومن المحتمل أن تكون الكلمة قد استخدمت للمرة الأولى لوصف حي من أحياء البندقية، والذي يقع بالقرب من مسبك لصهر ا لمعادن يسمى "جيتو أوجتو " كان محاطا بأسوار وبوابات في عام ١٥١٦ وخصص كمكان لإقامة الطائفة اليهودية.

وكان هذا الحي مخصصا لإقامة مائة شخص من اليهود. وكان اليهود حتى ذلك الحين مشتتين في ا لمدينة ويتعرضون للاستفزازات. وقد منحوا بناء على طلبهم حق البقاء في ا لمدينة بشرط أن يتجمعوا في حي خاص "الجيتو الجديد " (هاجيتو هيحاداش) في جزيرة منعزلة بين قنوات ا لمدينة.
وكان الحي محاطا بسور، وبوابات وجسور تطوى خلال الليل. وبعد مرور خمس وعشرين سنة أضيفت إليه منطقة جديدة "الجيتو القديم " (هاجيتو هاياشان)، وتجمع فيه بصفة خاصة اليهود القادمون من الشرق. ومنذ ذلك الحين أطلق على هذين الحيين المغلقين اسما موحدا هو "الجيتو ".

وهناك من وجدوا أصلا للتسمية في العبرية من الفعل "جت " ( بمعنى الانفصال أو الطلاق)، وفي الييديشية ، وفي اللاتينية وفي اليونانية ، وفي الجوتية. ولكن ليس هناك شك في أن مصدرها هو كلمة "الجيتو نوفو " «geto nuovo» معمل سبك المعادن ، وهو مكان الحي اليهودي ا لمنعزل الأول ، في البندقية، عام ١٥١٦ . وقد كان يهود إيطاليا يطلقون على الجيتو باللغة العامية اسم "جت" ولكنهم كانوا يطلقون عليه بشكل عام اسم "هاحاتسير " (الحوش). وفي مدن جنوب فرنسا التي كانت تحت سلطة البابا، والتي أتبع فيها نظام الجيتو على غرار النموذج الإيطالي، كان يسمى بالفرنسية Carriere وبالعبرية "مسيلا " (النهج-الطريق).

وقد استخدم الاصطلاح اللاتيني Platea Judearun والأ لماني Judengasse (شارع اليهود) على الحي اليهودي سواء كان ذلك بحكم القانون ، أو قد تكون بحكم طبيعة الحياة اليهودية ذاتها ،ولكن لم تكن لهذه الاصطلاحات نفس ا لمعنى الدقيق الذي كان للاصطلاح الإيطالي.

وعلى أية حال فإنه حسما لهذه الشكوك اصطلح على أن التسمية تستخدم لا لتعبر عن الجيتوهات الإجبارية فقط ، وإ نما لتعبر عن اﻟﻤﺠتمع الانعزالي الاختياري لليهود. وتعبر الكلمة كذلك عن الشكل ا لمتشابه للجيتوهات الأخرى مثل أحياء ا لمهاجرين وأحياء الزنوج في الولايات ا لمتحدة الأمريكية ، وأحياء الوطنيين في مدن جنوب أفريقيا.

وقد ظلت هذه العزلة الاختيارية من قبل اليهود قائمة إلى أن أصدر البابا بولس الرابع ( ١٥٥٠ - ١٥٥٩ ) نشرة بابوية في عام ١٥٥٥ توصي ، لأول مرة ، بعزل اليهود إجباريا. وفي ٢٦ يوليو ١٥٥٥ والذي حل في التاسع من أغسطس (وهو تاريخ له دلالة خاصة عند اليهود إذ يحتفلون فيه بذكرى خراب الهيكل و يمارسون طقوس النواح والبكاء) اضطر يهود روما لنقل محل إقامتهم إلى الحي الجديد على الضفة الشمالية من نهر التيبر ، الذي أحيط على الفور بسور لعزله عن ا لمدينة. وبعد فترة قصيرة اتبع هذا الاستحداث في سائر ا لمدن الواقعة تحت سلطة البابوية، واعتبارا من عام ١٥٦٢ أطلق على هذه ا لمؤسسة الجديدة بشكل رسمي اسم حي اليهود في البندقية "الجيتو ".

ولم يكن معنى هذا العزل الإجباري أن اليهود كانوا لا يعيشون بمعزل عن الشعوب التي يعيشون بينها ، بل العكس هو الصحيح. إن العزلة اليهودية كانت قائمة على مر العصور لأسباب دينية وطقسية. وتقول دائرة ا لمعارف العبرية:
"إن واقع وطابع حياة اليهود دفعا بهم دائما إلى التجمع والإقامة سويا في شارع واحد أو في حي واحد: المحافظة على الشرائع الدينية (العدد الشرعي للصلاة "ا لمنيان " وا لمقابر وا لمطهر (بركة التطهير) ، وا لمساعدة ا لمتبادلة للأقلية ا لمضطهدة والمهانة ، وانعدام الأمن لديهم كغرباء ومكروهين جعلتهم ينضمون سويا ويخلقون شوارع أو أحياء لليهود في كل البلدان الأوروبية " وهكذا فإن البناء الحضاري للجيتو زاد من هذه العزلة.

وقد كتب إسرائيل ابراهامز يقول: »قبل أن تصبح السكنى في مكان محدد أو في الجيتو أمرا إجباريا، كان اليهود أينما وجدوا يتجمعون في أماكن منعزلة با لمدن التي كانوا يعيشون فيها .« كما كتب الزعيم الصهيوني ناحوم جولدمان رئيس ا لمنظمة الصهيونية العا لمية السابق يقول: "يجب أن نؤكد على أن الجيتو لا يعتبر اكتشافا يهوديا من الناحية التاريخية ، ومن الخطأ القول بأن "الجوييم". قد أرغموا اليهود على الانفصال عن بقية اﻟﻤﺠتمع ".

ومن أشهر الأمثلة على تلقائية الجيتو حالة بني يهود براغ الذين كانوا يعيشون خارج نطاق المنطقة اﻟﻤﺨصصة لليهود ، ثم قرروا في القرن الخامس عشر أن ينضموا لإخوانهم الذين يعيشون داخل ا لمنطقة: وكان اليهود يعترفون بالجوانب الإيجابية للجيتو ، لدرجة أنه كانت تقام الصلوات في ا لمعابد كل عام في جيتو فيرونا ومنطوقا احتفالا بالذكرى السنوية لإنشائه.
وعلى أي الحالات، فإنه مع صدور قرار البابا بول الرابع الخاص بإنشاء أحياء اليهود المنفصلة "الجيتو " تحول النظام الاجتماعي الاقتصادي الديني للحياة اليهودية القائم على العزلة إلى نظام إجباري. وقد كان لهذا التأكيد على العزلة بعض النتائج بالنسبة للواقع اليهودي الجيتوي نذكر منها:

أولا: قلل من اختلاط اليهود با لمسيحيين يوما بعد يوم، وبالتالي زادت الشبهات تجاه اليهود.

ثانيا: نظرا لقيود التوسع في مساحة الأحياء اليهودية والاضطرار إلى التوسع الرأسي بإضافة طوابق جديدة على ا لمباني ، التي كان معظمها آيلا للسقوط ، إزدادت نسبة الكثافة السكانية مما أدى إلى انحطاط وتدهور المستوى الاجتماعي للحياة ، وتفشي الأمراض، وتراكم القاذورات ، مما ترك أثرا عميقا على وجدان اليهود القاطنين-بالجيتو ، وعمق من انفصالهم عن العالم الخارجي ، وانحصارهم داخل عالم يتصورون أن كل ما فيه يهودي خالص.

ثالثا: انعدام الإحساس بالأمن لدى اليهودي خارج أسوار الجيتو ، التي كان يقف عليها حراس من ا لمسيحيين يلزمون بدفع أجورهم ، كانوا يغلقونها في الليل، وفي الأعياد ا لمسيحية الهامة. وهكذا أصبح اليهودي يشعر بأنه يوجد خارج أسوار الجيتو عالم غريب ومعاد وشرير ، أما داخل الأسوار فكان يجد الأمن والطمأنينة ، والثقة والإ يمان العميق بأنه ينتمي إلى الأمة
ا لمقدسة والشعب اﻟﻤﺨتار.

رابعا: تعمق الإحساس لدى اليهودي بأن الجيتو هو درع الأمان للحفاظ على الجماعة اليهودية وشريعتها ، وأن هذه الإقامة الانعزالية هي الشرنقة التي تحافظ على حياته الروحية إلى أن يحين الوقت الذي يشاء فيه الرب إعادته إلى ما يسمى "أرض الميعاد " مع حلول الخلاص ا لمسيحاني. ور بما كان في هذا ما يفسر أسف الصهيونية، بعد ذلك ، على انقضاء عصر الجيتو ، لأنه أنتج على مدى القرون يهودا يعيشون حياة يهودية مميزة تتباين وحياة الأقوام الذين يعيشون بينهم ، فكانوا يؤلفون أمة داخل الأمة تحميهم من الزوال الاندماجي.

خامسا: حدت فكرة العزل الإجباري من أوجه النشاط التي كان يقوم بها اليهود في مجال التجارة الدولية مما جعل الفقر يعم الحياة اليهودية ، ووصلت الطاقة اليهودية ذروتها في بداية القرن الثامن عشر. وقد ساعد على هذا الوضع كذلك تلاشي جبهة القتال بين المسلمين والمسيحيين عبر البحر الأبيض ، واكتشاف رأس الرجاء الصالح ، مما مكن التجار المسيحيين من التعامل مع الشرقين الأدنى والأقصى، ففقد اليهود دورهم التقليدي في هذا اﻟﻤﺠال.

معاني كلمات وردت في البحث:

الجوييم. الكلمة عبرية على صورة الجمع ومفردها "جوى" واصل اشتقاق الكلمة غير معروف، ويرى بعض العلماء أنها جاءت من أصول غير سامية قد يمة جدا، واستخدمها العبريون في العصور القد يمة بمعنى الهوام والحشرات التي تزحف في جموع كبيرة ، مكررة مرتين للتهويل ، فكانوا يقولون "جوى-جوى ". ومن هذا التركيب الإزدواجي بقي في لغتنا العربية-لفظ "غوغاء " ومعناه أيضا جموع الجراد و نموه من الحشرات ، ثم انتقل إلى معنى الكثير اﻟﻤﺨتلط من الناس ، ثم أصبح يدل على السوقة والأشرار بصفة خاصة. وقد سلكت "جوى " العبرية نفس الطريق قي تطورها ، من إفادة معنى الهوام والحشرات إلى اختلاط الناس ، ثم إلى سفلتهم وأشرارهم. ومن هنا خصصتها العنصرية الإسرائيلية منذ القدم للإشارة إلى الناس جميعا من غير بني إسرائيل.
وقد توسع أحبار اليهود في مدلول الكلمة فأضافوا إليها معنى القذارة ا لمادية والروحية والكفر ، وأصبحت بمثابة سبة تلصق باليهودي الذي يتعدى حدود الدين.


وإلي أن نلتقي مع ثاني أبرز العناصر التي تحكمت في حياة يهود
شرق أوروبا حتى عشية عصر التنوير اليهودي (الهسكالاه)

"الدين اليهودي"

تقبلوا مني خالص التحية

 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

أخي الغالي * زناتي *

سلمت الايادي على الاضافات القوية وما ذكرت يثبت كيف عاش اليهود حياة بائسة منذ اقدم العصور

والعجب فى فكرهم التلمودي اللعين كيف يقولون انهم شعب الله المختار وفى الوقت نفسه هم بلا وطن ومطرودين وملعونين من رحمة الله

وهم الى الان برغم قيام دولتهم المسروقة من ارض فلسطين العربية منبوذين من اغلب دول العالم

ولن يستقر باذن الله الا فى قبورهم فى ارض فلسطين وهذا باذن الله حاصل ولو بعد حين

خالص الود والتحية
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

بسم الله الرحمن الرحيم


2- "الدين اليهودي"


لا يمكن فهم الطابع الانعزالي للحياة اليهودية دون إلقاء الضوء على دور الدين اليهودي داخل هذا النسق من الحياة. إن القوانين الدينية اليهودية اﻟﻤﺨتلفة الخاصة بقوانين الطعام (الكاشير) ، وتحريم الزواج اﻟﻤﺨتلط ، والختان ، وصلاة الجماعة (المنيان) ، وعادة الدفن الخاصة والعديد من المحظورات المقدسة التي تحرم متاع الدنيا وتوصف بغير النظافة: لحم الحمل مع لبن أمه غير نظيف، والمرأة الحائض غير نظيفة ، والطائر ذو اﻟﻤﺨالب ، وآكل اللحوم غير نظيف، والماشية التي لا تجتر غير نظيفة ، والسمك بدون زعانف غير نظيف ، والجسد العاري غير نظيف.. إلخ.

كل هذه القواعد والقوانين والمحظورات التي لاقت استهزاء الآخرين ، والتي فرضها حاخامات اليهود بتشدد لا يسمح بأي قدر من التجاوز، هي التي عمقت من طابع العزلة اليهودية ، وكانت تهدف إلى تذكير اليهودي بانفصاله و تميزه وتفرده.

إن اليهودية ما برحت منذ ظهورها حتى الوقت الحاضر ، عبادة قبلية لجماعة خاصة متفردة ، ولم تتوقف في أي وقت من تاريخها عن أن تكون جزءا لا يتجزأ من الثقافة الخاصة لتلك الجماعة ، وذلك كله رغما عن تطور فكرة الآلة اليهودي ليصبح الحقيقة الروحية المطلقة للكون بأسره: أي رغم إسباغ صفة العا لمية عليه ، وما يعنيه ذلك من الإرهاص بصيرورة العقيدة اليهودية عقيدة للعالم بأسره. بيد أن تشتت اليهود بنزعتهم القبلية قاد إلى تحجر الديانة اليهودية. ويعتبر المؤرخ أرنولد توينبي اليهودية أقبح أمثلة عبادة الذات الفانية صيتا.

لقد ظل الدين اليهودي لفترة طويلة منذ القرن الثاني ق. م وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي هو العامل الرئيس في توجيه الحياة اليهودية لدرجة أن المؤرخ اليهودي إسحق بير يقول: "إنه بالرغم من أنه كان للدين في تاريخ اليونان والرومان ، وفي تاريخ أوروبا في القرون الوسطى تأثير حاسم ، فإنك لتجد لدى هذه الأ مم ، مع ذلك ، فصولا في السياسة والأدب لا دخل للدين فيها ، مما يدل على أن تلك الشعوب قد وفقت في عزل هذين الميدانين عن سلطان الدين عزلا تاما. أما عندنا ، فإنك لا تكاد تجد مثل هذين الميدانين في الزمن القد يم، ومن باب أولى ، في القرون الوسطى ، إلى عشية عصر التنوير ا لحديث ".

والدين اليهودي ، ليس مجرد دين يستلزم إ يمانا بمبدأ لاهوتي معين ، ولا كذلك عبادة تفرض المحافظة على دورة من أيام السبت وأيام الصوم والأعياد المصحوبة بمجموعة من الطقوس والعادات. إن اليهودية هي كل هذا بالفعل ، ولكنها تضم بالإضافة إلى ذلك ، ما هو أكثر من هذا ، حيث تتحول إلى طابع حياة يتضمن العديد من الواجبات الملزمة يوميا لكل من يؤمن بها.

وهكذا ، فإن اليهودية ، على هذا النحو ، لم تكن مرادفة لكلمة الديانة اليهودية إذ كانت اليهودية مفهوما أكثر اتساعا ، فضلا عن أنه ، إلى حد ما ، يمكن أن ينظر إليها بنوع من الاستقلال عن مفهوم الديانة اليهودية التي تكون أحد عناصر اليهودية التي تمثل التعبير الكامل للحياة الداخلية لليهود.

وبالرغم ، من أن الدين اليهودي ، كدين سماوي ، يحتوي على الكثير من التعاليم السماوية التي تحض على الخير وتنبذ الشر ، إلا أن المحاولات التي تمت على يد حاخامات اليهود ، بعد أن تم تدوين التراث الشفهي اليهودي (التلمود) ، الذي يضم بين دفتيه اجتهادات هؤلاء الحاخامات في تفسير الدين اليهودي. أدخلت إلى الدين اليهودي مجموعة من الأفكار المحورية ، خلقت عند اليهود ، استعدادا للانعزال عن الأغيار ، وعمقت بعض العقائد لدى اليهود ، مثل عقيدة "شعب الله اﻟﻤﺨتار " ، و "الشعب المقدس " ، و "انتظار المسيح اﻟﻤﺨلص" ، وغيرها من العقائد التي أكدت مع مرور الأجيال انفصالية اليهود وإحساسهم بالتميز والتفرد. ور بما كان في هذا ما يفسر لنا كذلك ، وجود كتاب مثل "شولحان عاروخ " الذي يعتبر بمثابة دليل للحياة اليهودية بكل تفاصيلها وجزئياتها ، والذي يحتوي على نظام صارم للسلوك اليهودي في الحياة اليومية على كل يهودي متدين أن يلتزم بالمحافظة عليه.

وقد فسر المؤرخون جميعا محافظة اليهود على أنفسهم كنتيجة للإخلاص لدينهم أو لقوميتهم الذي برهنوا عليه عبر القرون. ولكن أبراهام ليون في كتابه "المفهوم المادي للمسألة اليهودية " يرى "أن دراسة الدور الاقتصادي لليهود هو الذي يساهم ، لا غيره في توضيح أسباب المعجزة اليهودية " وهو يستند في هذا إلى فكر ماركس في كتابه "المسألة اليهودية " الذي أوضح فيه أنه "يجب ألا نبحث عن سر اليهودي في دينه ، بل فلنبحث عن سر الدين في اليهودي الواقعي. ومعنى هذا لا ننطلق من الدين لتفسير التاريخ اليهودي، بل على العكس من ذلك ، علينا أن نفسر المحافظة على الدين أو القومية اليهودية ، انطلاقا من "اليهودي الواقعي " أي من دور اليهودي الاقتصادي والاجتماعي ، لأنه ليست هناك أية معجزة في الاستمرارية اليهودية "اليهودية لم تستمر بالرغم من التاريخ ، بل سارت معه ".

وقد عبر الأديب الصهيوني يوسف حييم بريبر ( ١٨٨١ - ١٩٢١ ) عن هذا الاتجاه بقوله: »لقد كان للأمور التجارية في حياة أجدادنا دور أكبر من الأمور الدينية ، وعندما كان هذان الأمران يتضاربان لم يكن النصر حليف الدين. إنه لخطأ كبير أن نصف تاريخ شعبنا بأنه حرب طويلة من أجل حفظ قدسية الدين ، في الوقت الذي كانت فيه هذه الحرب الطويلة من أجل كسب الحقوق لأنفسنا "

ومع أن هذا التفسير الاقتصادي لتاريخ اليهود وللاستمرارية اليهودية يستحق النظر بعين الاعتبار عند دراسة الظاهرة اليهودية ، إلا أنه ، بالرغم من ذلك ، لا يمكن إنكار أن المؤثر الوحيد الذي أثر بشكل واضح على وجدان اليهود حتى عشية عصر التنوير اليهودي كان هو الدين ، حيث كان الورع والتقوى يطغى على كل مظهر من مظاهر الحياة في حدود "منظمة الاستيطان " "اليهودي في روسيا ". إذ أنه لم يكن من الممكن تصور استمرار الحياة اليهودية لدى السكان النموذجية في الشتتل دون وجود تسهيلات مثل المعبد ، والمقابر ومجتمع المدافن ، وحوش الطقوس الدينية للنساء ، وشروط ذبح اللحم الكاشير.

ففي أوائل القرن التاسع عشر كانت القاهال قد أخذت على عاتقها إشراف وتنظيم الطقوس الدينية ، وكانت "المزوزوت " موجودة
على عتبة كل بيت يهودي ، وكان المتعبدون اليهود يضعون "التفليم " بانتظام على أذرعهم ، وكانت النسوة تحضر بانتظام الماء المقدس مرة كل شهر ، وكانت قوانين "الشولحان عاروخ " تنظم اللوائح الأخلاقية للحياة الخاصة.

فلما تم إلغاء القاهال في عام ١٨٤٤ انتقلت اختصاصاتها الإشرافية إلى مجالس إدارة المعابد التي تمسكت تمسكا كاملا با لمظهر الكامل للطقوس الدينية اليهودية.


و ...... للموضوع بقية

معاني مصطلحات وردت بالموضوع:

الشولحان عاروخ: بالعربية المائدة اﻟﻤﺠهزة أو المصنوفة "إشارة إلى أن المطلع على الكتاب يجد فيه ما لذ وطاب من الأحكام والتفسيرات للشريعة اليهودية ". والكتاب عبارة عن تجميع لأحكام الشريعة اليهودية. عن كافة القضايا التي تمس حياة اليهودي. قام بتأليفه يوسف كاروه أحد حكماء "صفد " في القرن الخامس عشر الميلادي. وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء هي: "أورح حييم " (نهج الحياة) ويتناول الصلوات والأعياد والمواسم ، و "ويوره دعت " (معلم المعرفة) ويتناول المحلل والمحرم من المأكولات والطهارة والنجاسة والصدقات والنذور والحداد والختان.. إلخ..
و "ايفن هاعيزر " (الحجر المغنى) ويتناول قضايا الزواج والطلاق وكافة ما يتعلق بالنساء ، و "حوشن مشباط " (صدر القضاء) ويتناول أحكام المعاملات والحقوق والميراث والشهادة والعقود والوصاية... إلخ. ويتبع اليهود السفاد يم واليهود الشرقيين أحكام النص الأصلي لهذا المرجع التشريعي ، بينما يتبع اليهود الاشكناز l النسخة المنقحة وفق تقاليدهم والتي أضافها ربى موشيه السيرلاش (رما) البولندي والذي كان معاصرا لكاروه. كان هذا الكتاب من أكثر الكتب تعرضا لهجوم رواد حركة التنوير اليهودية في شرق أوروبا بسبب تشدده في الأحكام الدينية والتشريعية

المزوزا: ملف من الورق مكتوب عليه صيغة صلاة "الشماع " يوضع في عضادة الباب التي تسمى "المزوزا « وتعلق على الجانب الأ يمن من الباب. وجرت العادة على أن يقوم الشخص الداخل للمنزل أو المغادر له بوضع يده على المزوزا ويقول "ليحفظ الله خروجي ومجيئي من الآن وإلى الأبد ". وهناك عادة يتبعها البعض لتقبيل المزوزا لدى الدخول والخر وج.

التفليم: عبارة عر قطعتين من رق مكتوب على كل منهما أربعة إصحاحات من التوراة داخل حافظتين صغيرتين من جلد وتوضعان حسب الترتيب التالي. الأولى فوق الذراع الأيسر مقابل القلب وتثبت بسير من جلد يلف على الذراع ثم على الساعد سبع لفات ثم على اليد ، ونثبت الحافظة الثانية بسير أيضا كعصابة حول الرأس فوق أعلى الجبهة في الوسط مقابل المخ ثم يعود ويتمم لف السير الأول ثلاث لفات على الإصبع الوسطى. ويراعى أن يوضع التفليم وقوفا وألا يكون فاصل بينهما وبين الجسم كخا تم أو ساعة ، وأن يلزما السكوت وقت وضعها. ويزال التفليم بعد الصلاة حسب الترتيب الذي وضع به ، ولا يوضع التفليم في أيام السبوت والأعياد الرئيسة في عيد الغفران.


تقبلوا خالص تحياتي
 
رد: الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

وفي الشتتل النموذجية كان الحاخام يعد الزعيم الديني والعلماني في حين أن المعبد صار المركز الديني والثقافي والتعليمي والاجتماعي. وكان هناك معبد واحد على الأقل ، حتى لو احتاج بناؤه إلى الاقتراض من الطوائف اﻟﻤﺠاورة. والمعبد (الشول Schule )عبارة عن بيت اردوازي اللون ، وكان بصورة لا تتغير منزلا متداعيا به ثقوب ، وكريه المنظر إذا نظر إليه في أية صورة من صور الجمال. وعلى الرغم من ذلك فإن الفوز بمقعد في الشول كان يعد فوزا كبيرا. وكان هذا المقعد إما أن يشترى مدى الحياة ،

وإما أن يؤجر سنويا إذ أنه بدون هذا المقعد لا يحق لأي إنسان أن يكون له شرف تقد يم القراءة في كتاب العهد القد يم كل أسبوع. أما في اﻟﻤﺠتمعات الكبرى فقد كانت توجد مجموعتان مختلفتان من المعابد: إحداهما "بيت هكنيست " وهو عبارة عن منزل عبادة صرفة كان يغلق خلال ساعات النهار ، أما الأخرى فهو "بيت هامدراش " ويظل مفتوحا طوال اليوم للدراسة ، وللأغراض الاجتماعية إلى جانب الممارسات الدينية. وفي اﻟﻤﺠتمعات الكبرى كانت توجد معابد خاصة يمتلكها الأثرياء ، وهذا التنوع في المعابد إ نما يعكس الجنون اليهودي في التكريس للطقوس الدينية.

وفي السنوات السابقة للتطور في الصحافة اليهودية الفعالة ، كان المعبد يقوم بدور مركز المعلومات للطائفة ، وكان الشول كذلك مركزا لجمع التبرعات وتوزيعها. وكانت جمعيات كثيرة من الجمعيات الحرفية وجمعيات المساعدة تحصل على دخل منتظم من الصناديق الخيرية التي توضع في أماكن الدخول والخروج بشكل واضح. وكان المعبد كذلك هو النادي الاجتماعي الذي يظهر فيه الأثرياء والمتفاخرون حيث يرتدون الملابس الغالية واﻟﻤﺠوهرات ، ويرتدون شيلان الصلاة (الطاليت) المزركشة ياقاتها بالذهب ، وأغطية الرأس المصنوعة من الحرير. وكانت احتفالات الأسرة تقام في الشول ، وكذلك احتفالات التعميد (برمتسفا) والزواج والختان. وحينما كان المحتفلون يشربون النبيذ ويأكلون الكعك ويرقصون رقصة الفرايلاش (رقصة شعبية يهودية) ، كان من النادر أن يهتموا بما إذا كان المبنى الذي يجتمعون فيه قد يما ومتداعيا وذا رائحة كريهة.

وهكذا فإن المعبد إلى جانب كونه مركزا للحياة اليهودية في "منطقة الاستيطان " فإن وظيفته ، كما رأينا ، لم تكن كهنوتية فحسب ، بل كانت تتضمن دائما وظيفته كمركز للحياة الاجتماعية ، ومناقشة شئون الطائفة ، بالإضافة إلى وظيفته كمدرسة.

وكان التعليم ، على هذا النحو ، في أبسط صوره تعليما دينيا صرفا. ففي السنوات الأولى من حياة الصبي ، في سن الرابعة ، كان يبدأ الصبي حياته المدرسية في "الحيدر " (ما يقابل الكتّاب عند المسلمين) وهو المدرسة الابتدائية الخاصة الصغيرة ، والتي كان يقوم بالتدريس فيها عادة معلم "ملاميد " بناء على اختيار والد الصبي.

يتبع ,,,,,,,,
 

أحدث المواضيع

أعلى