الطائرالمسافر
عضو ذهبي
(2)
الدعوة وشؤنها وشجونها
عند الاختلاف
لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة
من اختيار وتقديم وتعليق
ابراهيم بن فرج
قال العلامة المحدث الامام الالباني رحمه الله تعالى:
3- هل يرض الدعاة بهذا الحل ؟
لكن يبدو للباحث
أن كثيراً من الدعاة اليوم لا استعداد عندهم -مع الأسف الشديد-
لتقبل الحل المذكور منهجاً للقضاء على الخلاف ،
مما يحملنا على أن نعتقد
أن تحقيق الاتفاق الذي يدعو إليه الشيخ بعيد المنال في الوقت الحاضر ،
كيف لا ، ونحن نرى حضرته
- وهو ممن كنا نظن أنه من أقربهم إلى السنة وأدناهم للتفاهم معه في سبيل الدعوة إليها والعمل بها –
نراه قد حمل في مشكلته هذه على الدعاة إلى السنة حملة شعواء ،
وهجاهم فيها بما لم يهج به القائلين بوحدة الوجود !
وهذا في الواقع من غرائب الاختلاف ،
فبينما يرى دعاة السنة
أن " المشكلة " لا تحل إلا بتبني الدعاة لدعوتهم حقاً ،
إذا ببعض هؤلاء الدعاة يجعلهم من الدعائم التي قامت بسببهم " المشكلة " !
هذا ولما كان في رده عليهم كثير من الأخطاء والآراء
التي يفهم منها القراء خلاف ما عليه دعاة السنة ،
رأيت أنه لا بد من بيان ذلك إظهاراً للحق ودفعاً للتهمة ،
راجياً من فضيلة الشيخ أن يتقبل ما عسى أن يظهر له صوابه ،
وأن يدلنا على ما تبين له خطؤه ،
سائلاً المولى -سبحانه وتعالى- أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه ،
موافقة لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
4- نص كلام الأستاذ الطنطاوي :
" وآخر يرى الإسلام في ترك المذاهب كلها ، والعودة إلى السنة ،
فكل من استطاع أن يقرأ البخاري ومسلم ومجمع الزوائد ،
وأن يفتش عن اسم الراوي في التقريب أو التهذيب ،
وجب عليه الاجتهاد ، وحرم عليه التقليد ،
ويسمون هذا الفقه العجيب الذي يشبه فقه برد(3) (والد بشار) بفقه السنة ،!
(((كان بشار يهجو الناس وهو صبي فيشكونه إلى أبيه فيضربه ،
فلما طال ذلك عليه قال لأبيه :
قل لهم إن ابني هذا أعمى ، والله يقول ( ليس على الأعمى حرج )
فقالوا :
فقه (برد) أشد علينا من شعر بشار .............. " طنطاوي ".)))
لا يدرون أن الوقوف على الأحاديث ومعرفة إسنادها ودرجاتها شيء ،
واستنباط الأحكام منها شيء آخر ،
وأن المحدثين كالصيادلة ، والفقهاء كالأطباء ،
والصيدلي يحفظ من أسماء الأدوية ويعرف من أصنافها ما لا يعرفه الطبيب ،
ولكنه لا يستطيع أن ( يشخص ) الأمراض ويشفي المرضى ،
وأن الصحابة أنفسهم لم يكن فيهم إلا مئة ممن يفتي ،
وأن مئة الألف من المسلمين الذين توفي عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-
كانوا يرجعون إلى هذه المئة ، ولا يجتهدون لأنفسهم ،
وأنه إن لم يطلع الإمام من الأئمة على الحديث من الأحاديث ،
فإن أتباع مذهبه قد اطلعوا عليه خلال هذه القرون الطويلة ،
وأنهم كانوا اتقى لله وأحرص على دينهم من أن يخالفوا حديثاً صحيحاً لقول إمام أو غير إمام ،
وأن المذاهب لم تأخذ الأحاديث وحدها ،
بل أخذت الحديث وما قال فيه الصحابي ، والتابعي ، ومن بعده ،
وسجلت هذه الشروح والأفهام المتعاقبة ثم استخلصت منها الحكم ،
وأن من يترك اجتهادات الأئمة
كمن يرى الطيارة وما بلغت إليه بعد الجهود المتتالية والرقي المتسلسل ،
فيتركها ويعرض عنها ،
ويحاول الطيران بأجنحة ليركبها لنفسه كما فعل العباس بن فرناس ،
وإن دعوى منع التقليد في الدين دعوى باطلة ،
لأن في كل علم أهل اختصاص فيه ، وغرباء عنه
فإذا احتاج الغريب إلى معرفة حكم فيه رجع إلى أهله ،
كالعامي يحتاج إلى مداواة مريضه ، أو عمارة بيته ، أو إصلاح ساعته ،
فلا يستطيع إلا الرجوع إلى الطبيب أو المهندس أو الساعاتي ،
وتقليده فيما يذهب به إليه اجتهاده " اهـ.
انتهى كلام الشيخ الطنطاوي
وفي المقال التالي ان شاء الله تعالى
نتابع معا
رد الامام الالباني على ما قاله الشيخ الطنطاوي
رحمهما الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته