(1)الدعوة الاسلامية وشؤنها وشجونها

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
(1)

الدعوة وشؤنها وشجونها

عند الاختلاف

لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة

من مكتبة الامام الجليل المحدث
محمدناصرالدين الالباني

من اختيار وتقديم وتعليق

ابراهيم فرج

في مقال للامام العلامة المحدث الشيخ محمدناصر الدين الألباني
رحمه الله تعالى1420هجرية

نشر في مجلة المسلمون

(5/ 172 – 176، و 280-285، و 463-470، و 913-916).

قال رحمه الله تعالى:


كتب الأستاذ الفاضل صديقنا الشيخ علي الطنطاوي
مقالاً مسهباً تحت عوان " مشكلة "
نشره في عدد جمادى الأولى سنة 1375 من مجلة المسلمون.

بدأ فيه فوصف أفراداً من المسلمين

جعلهم أمثلة للذين يدعون الإسلام منهم ولا يعملون به ،

ثم تعرض لنقد طوائف

نعتهم بـ " الدعاة إلى الله ، الذين نرجوا بهم نصرة الإسلام ، وإعادة أهله إليه ".


فبدأ بنقد

" من يرى الإسلام في اتباع مذهب من المذاهب الأربعة والوقوف عندما أفتى به متأخرو فقهائه "

ثم ثنى بالرد

على " من يدعو إلى العودة إلى السنة "

وأفاض هنا ما لم يفض في رده على غيرهم !

ثم ختم الشيخ مقاله بما خلاصته :

" وهؤلاء الدعاة مختلفون أبداً ، آخذ بعضهم بخناق بعض ،
يتناظرون أبداً ويتجادلون ، يتقاذفون الردود ،
لا في مصر والشام والعراق وحدها ، بل في بلاد الإسلام جميعاً . . .
والإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-
واحد ، له مفهوم واحد ، فعلام هذا الاختلاف ؟ . . .



وأنا لا أقول بتوحيد الأفهام ومنع الاختلاف ،
فما أظن أن هذا يكون

( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) ،

ولكن الذي أقوله


هو وجوب الاتفاق على الأسلوب الذي ندعو به إلى الاسلام ،

والصورة التي نعرضها له على التلاميذ في المدارس ، والعامة في المساجد ،
والأجانب في بلاد الغرب

لنقول لهم هذا هو أساس الإسلام ، وهذه أركانه ، وهذا طريق الدخول فيه ،

لا نفاجيء واحداً من هؤلاء بالخلاف في فهم مشكلات الآيات ، ولا الاجتهاد والتقليد ،

ولا نبدؤهم بمستحدثات المتصوفة وقوانين الطرق ،

ولا نحملهم على الآراء الفردية التي لا يقرها الجميع ".

" فما هو الأسلوب ( العملي ) الممكن للوصول إلى هذه الغاية ؟

هل يكون ذلك بمؤتمر لعلماء المسلمين ، أم يتولاه معهد من المعاهد العلمية،
أو يقوم به واحد من المسلمين ؟ ما هو الأسلوب ؟ ".

انتهى كلام الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى

قال الامام العلام المحدث رحمه الله تعالى :


وللجواب عن سؤال الأستاذ نسوق هذا المقال فنقول :

1- لا اتفاق على الأسلوب قبل الاتفاق على الهدف : (الإسلام)

إن الذي يقرأ مقال الشيخ

بتدبر وإمعان ،

يظهر له أن فيه فجوة تركها الشيخ دون أن يملأها ببيانه ،

ذلك أنه بعد أن عرض " المشكلة " عرضاً بيناً

قفز إلى الدعوة إلى وضع أسلوب عملي للدعوة إلى الإسلام ،

والمنطق يشهد

أنه كان من الواجب بعد عرض المشكلة

-التحدث عن طريقة حلها أو على الأقل دعوة العلماء إلى حلها ،

-ثم بعد ذلك يأتي دور الدعوة إلى وضع أسلوب عملي للدعوة إلى الإسلام ،

لأنه من البدهي

أنه مادام الدعاة إلى الإسلام مختلفين في فهم الإسلام ذلك الاختلاف

الذي وصفه الشيخ وهو في الواقع أكثر مما وصف !

فإنه من غير الممكن أن يتفق هؤلاء على الأسلوب العملي ،

كيف وهم لم يتفقوا على فهم الهدف ( الإسلام ) ؟!

ولو فرضنا أنهم اتفقوا على أسلوب ما ،

فلن يؤدي بهم إلى الدعوة إلى " إسلام واحد له مفهوم واحد " ،

بل سيدعو كل منهم إلى الإسلام الذي فهمه هو ، أو تلقاه عن آبائه ومشايخه ،

وبذلك تعود المشكلة كما هي

دون أن نستفيد من أسلوب الدعوة شيئاً لو تمكنوا من وضعه !

إذن لابد من وضع حل لهذه " المشكلة "

فما هو ؟ وأين هو ؟

2- حل المشكلة بالرجوع إلى السنة :

لا شك أن المفروض في الدعاة إلى الله تعالى

أن يكونوا من أطوع الناس لله تعالى ، وأسرعهم مبادرة إلى تطبيق أحكامه عز وجل ،

فإذا كانوا مختلفين في فهم الإسلام

فمن الواجب عليهم أن يحتكموا إلى ما أمر الله به ، من الرجوع إلى السنة ،

لأنها هي التي تفسر القران ، وتوضحه ، وتبين مجمله ، وتقيد مطلقه ،

كما يشير لهذا قوله تعالى :

( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )

وقد قال عز وجل :

( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ).


فهذه الآية الكريمة

صريحة في أن من كان مؤمناً حقاً رجع عند الاختلاف

إلى حكم الله عز وجل في كتابه ،
وبيان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته ،

وأن الرجوع إليهما يرفع الخلاف ،

فوجب بنص هذه الآية على الدعاة أن يرجعوا إلى السنة الكريمة ليرفعوا الخلاف بينهم.

ومما لا شك فيه

أن الرجوع إلى السنة يقتضي العلم بها والمعرفة بما صح منها وما لم يصح ،

والدعاة في هذا العصير بين إحدى حالتين:

1- إما أن يكونوا قادرين على الرجوع إليها ،

وحينئذ فالطريق سهل بيّن ليس عليهم إلا سلوكه ،
وهم في الغالب لم يفكروا في سلوكه بعد !

وهنا يقال :

كيف يدعو إلى الإسلام من لا يحكم الإسلام في نفسه ؟

2- وإما أن يكونوا عاجزين عن الرجوع إليها بسبب جهلهم بها ،

كما هو الغالب مع الأسف على أكثر الدعاة ،

ففي هذه الحالة عليهم أن يعدوا العدة لتخريج جماعة ، بل جماعات من العلماء ،

يتدارسون كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويتفقهون فيهما ،

ويصدرون الفتاوى معتمدين عليهما ،

كما كان عليه الأمر في عهد السلف الصالح

قال الشيخ محمد الخضري -رحمه الله-

بعد أن تكلم عن التشريع

في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ثم في عهد الصحابة ، ثم في عهد التابعين ،
إلى منتصف القرن الرابع :


" الدور الخامس وهو دور القيام على المذاهب وتأييدها . . .

لا شك أنه كان في كل دور من الأدوار السابقة مجتهدون ومقلدون ،

فالمجتهدون

هم الفقهاء الذين يدرسون الكتاب والسنة ،
ويكون عندهم من المقدرة ما يستنبطون به الأحكام من ظواهر النصوص أو من منقولها ،

والمقلدون

هم العامة الذين لم يشتغلوا بدراسة الكتاب والسنة دراسة تؤهلهم إلى الاستنباط ،

أما في هذا الدور
فإن روح التقليد سرت سرياناً عاماً واشترك فيها العلماء وغيرهم من الجمهور ،

فبعد أن كان مريد الفقه يشتغل أولأ بدراسة الكتاب ورواية السنة اللذين هما أساس الاستنباط ،

صار في هذا الدور يتلقى كتب إمام معين ، ويدرس طريقته التي استنبط بها ما دونه من الأحكام ،

فإذا أتم ذلك صار من العلماء الفقهاء " .!

فلت :
ومما لا شك فيه (عند غير المتعصب)

أن هذه الطريقة السلفية هي وحدها الكفيلة بإخراج العلماء الفقهاء حقيقة ،

كيف لا ، والإمام مالك يقول :

" لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ".
انتهى كلام الشيخ محمد الخضري- رحمه الله تعالى-

ويستأنف الامام الالباني الحديث فيقول:

فإذا تحقق هذا - وهو واقع إن شاء الله تعالى ولو بعد حين –

نكون قد سلكنا النهج المستقيم للقضاء على الخلاف في فهم الإسلام
على الصورة التي عرضها الشيخ الطنطاوي -حفظه الله تعالى-

في مقال : " المشكلة "

وبذلك يمكن حل ( المشكلة ) التي تقف عقبة في سبيل

" الاتفاق على الأسلوب الذي ندعو به إلى الإسلام ".



تعليق الكاتب


خلاصة كلام الامام المحدث رحمه الله تعالى

هو ان المسألة ليست في ( توحيد الاسلوب) اولا

=ولكنه في معرفة السنة النبوية
1-ماصح منها ليأخذ---به
2-ومالم يصح منها لئلا يتورط في نشره

ومن ثمّ
يمكن الحديث بعد ذلك عن توحيد الاسلوب

رحم الله العالم الجليل الذي افني مالايقل عن سبعين عاما من عمره
خادما للسنة النبوية المطهرة كاشفا عن صحيحها ومالم يصح منها
ناشرا لها بكافة الوسائل والطرق المتاحة باذلا في ذلك كل عمره
حتى اتاه اليقين
وجزاه عن الامة الاسلامية افضل ما يجازى به عالم عن امته

اللهم امين

انتهى تعليق الكاتب

والى لقاء قادم لنواصل ما قد بدأنا ان شاء الله تعالى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى