يارواد منتديات عاشق القمر / 50 موضوعاً اقرأوها قبل الكتابة

zanaty

مؤسسي الموقع
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
5,331
الإقامة
Egypt - Alex
كتابات لاغنى لاي كاتب او مستخدم للانترنت عنها


آداب يجب استصحابها عند نقد الآخرين وخاصة العلماء والدعاة
http://www.saaid.net/mktarat/m/23.htm
يا كتاب المنتديات الإسلامية : لا ... للتبذل وتهشم الحواجز بين الجنسين
http://www.saaid.net/mktarat/m/24.htm
بذل النوال في الإرشاد إلى طريقة الاستفادة من المنتديات
http://www.saaid.net/mktarat/m/22.htm
المنتديات .. حينما تتحول إلى [ جدران حواري ] !!!
http://www.saaid.net/mktarat/m/21.htm
هل أنتَ (أنتِ) ذبابة أم نحلة.. ؟!
http://www.saaid.net/mktarat/m/20.htm
صرخات فتيات لماذا نضايق في المنتديات
http://www.saaid.net/mktarat/m/19.htm
هل تريد ان تعرف السر لجعل زوار موضوعاتك بالآلآف والردود بالعشرات
http://www.saaid.net/mktarat/m/18.htm
بمشاركة المسلمين : دعوة لمحاربة الإسلام !
http://www.saaid.net/Minute/m78.htm
أصبتَ وأخطأتُ !!كم هي ثقيلة على النفس.. أبو حاتم
http://www.saaid.net/Minute/m81.htm
توجيهات ونصائح لرواد المنتديات .. فضيلة الشيخ سلمان العودة
http://www.saaid.net/aldawah/20.htm
نصائح لرواد ساحات الحوار .. فضيلة الشيخ محمد المنجد
http://www.saaid.net/mktarat/m/1.htm
يا روادَ منتديات الحوار .. د. عبدالله قادري الأهدل
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/3.htm
أيها العـقـلاء..!! ... كفـوا عن هذا ...؟!! .. أبو سارة
http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/66.htm
محاولة لعـلاج ظاهرة التنــازع والتشرذم .. أبو سارة
http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/75.htm
إلى كل كاتب ومتصفح ... احذر السيئات الجارية ! ..تباع الأثر
http://www.saaid.net/mktarat/m/15.htm
مزالق خطرة في الكتابة في المنتديات ! ..تباع الأثر
http://www.saaid.net/mktarat/m/16.htm
النصيحة إلى من يكتُب في المنتديات ...الـمـؤتـمـن
http://www.saaid.net/mktarat/m/17.htm
تحذير أهل التوحيد من فتنة التجسيد ! ! .. مهذب
http://www.saaid.net/Minute/m77.htm
الهوى وأثره في الخلاف .. لفضيلة الشيخ : عبدالله الغنيمان
http://www.saaid.net/mktarat/m/7.htm
نهي الأسلاف عن الخلاف .. البلسم الشافي
http://www.saaid.net/mktarat/m/8.htm
خطوات نحو الكتابة الراقية .. أحمد السرحاني
http://www.saaid.net/mktarat/m/9.htm
يا روادَ منتديات الحوار ؛ أين نحنُ من سلامةِ الصدرِ بيننا .. عبدالله زقيل
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/3.htm
يا روادَ منتديات الحوار؛ أما سمعتم بحديث المفلس ؟! .. عبدالله زقيل
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/41.htm
ولا تنازعوا فتفشلوا .. د. عبدالله قادري الأهدل
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/51.htm
توجيهات لرواد المنتديات .. الحارث بن الهمام
http://www.saaid.net/mktarat/m/2.htm
معاشر الإخوة : تعالوا إلى كلمة سواء .. الواضح
http://www.saaid.net/Minute/m42.htm
عندما نختلف أو يظهر لنا قول أو فعل من أحد هل ننتقد ؟؟ .. أبو بثينة
http://www.saaid.net/Minute/mm97.htm
موقف العُقَلاء من زلات الدعاة و العُلَماء .. د. أحمد نجيب
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/7.htm
خطبة : آفـات اللسان .. د.أحمد نجيب
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/05.htm
لنكن صرحاء ولو غضب الآخرون فقد مللنا المجاملات .. الواضح
http://www.saaid.net/mktarat/m/3.htm
" الآخر" ... في وعي وثقافة كتّاب الساحات العربية .. صخرة الخلاص
http://www.saaid.net/mktarat/m/4.htm
كُـلُّـك عــورات .. عبد الرحمن السحيم
http://www.saaid.net/rasael/6.htm
السب والسباب والشتم هل هي من شيم المتقين ؟؟؟
http://www.saaid.net/mktarat/m/5.htm
نصيحة من القلب لمرتادي منتديات الشبكة العنكبوتية
http://www.saaid.net/mktarat/m/6.htm
لحوم العلماء مسمومة .. د. ناصر بن سليمان العُمــر
http://www.saaid.net/Warathah/alaomar/o5.htm
فِقْهُ تَخْطِئَةِ الْعَالِم .. ذو المعالي
http://www.saaid.net/Doat/thomaaly/17.htm
حفظ اللسان .. د. السيد العربى بن كمال
http://www.saaid.net/Doat/alarbi/4.htm
أخي احذر الإشاعة ... عبد العزيز السدحان
http://www.saaid.net/rasael/21.htm
رسالة إلى كل من كتب اسمه باللغة الإنجليزية
http://www.saaid.net/rasael/11.htm
تأملات في ظاهرة كتابة الأسماء المستعارة باللغة الإنجليزية
http://www.saaid.net/Minute/mm93.htm
الفرق بين الاختلاف والافتراق .. أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل
http://www.saaid.net/mktarat/m/10.htm
كَـلامُ الأَقْـرَانِ يُـطْـوى ولا يُـرْوى
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/134.htm
أدب الخلاف .. د.منقذ السقار
http://www.saaid.net/Doat/mongiz/13.htm
أدب الحوار .. زاحف
http://www.saaid.net/mktarat/m/11.htm
الحوار .. طرق وأفكار .. أبو أحمد
http://www.saaid.net/mktarat/m/12.htm
أصول الحوار وآدابه في الإسلام .. فضيلة الشيخ صالح بن حميد
http://www.saaid.net/mktarat/m/13.htm
أدب الحوار .. تأليف فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة
http://www.saaid.net/mktarat/m/14.htm
نشر الورود والرَّياحين بإصلاح ذات البيْن وسلامة الصُّدور للمؤمنين .. خالد بابطين
http://www.saaid.net/rasael/r73.htm
30 وسيلة لكسب الأجر عن طريق المنتديات في الانترنت !
http://www.saaid.net/afkar/21.htm
الدعوة في المنتديات الشبابية [ وسائل وأفكار ]
http://www.saaid.net/afkar/shabab/index.htm


لاتنسى اخي الدعاء

اخوكم ....................... زنــــــــــــــاتي
 
جزاك الله االف خير اخي زناتي وبارك الله فيك علي موضوع المميز والقيم
وبجد استفدت كتييييييير وفتحت اللينكات الي محتاجلها
شكرااااااااااا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخت حلم العمر علي مشاركتك ومرورك الطيب ... ونرجو أن تكملي قراءة الموضوعات علي فترات وستجدين الإفاده إن شاء الله ...... وبارك الله فيكي ......!!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز ...كاريمي
أشكرك علي مشاركتك ومرورك الطيب ..... ودي بعض مقتطفات من موقع جميل قوي يسمي "صيد الفوائد" أنتقيت منهم بعض ما يفيد أعضاء المنتدي في الكتابه .... نأمل أن تعم الإستفاده عليهم وعلي غيرهم .... وهذا هو هدفنا .بارك الله فيك
 
e7ca6d76d7.gif





الأخوه والأخوات الأفاضل

بعد أن أصابني اليأس والقنوط من قلة عدد المشاركين في هذا الموضوع والذي لأري فيه فوائد جمه علي قارئه .... وكأن بكم تستكثرون علي أنفسكم الضغط علي اللينك .... فقلت لنفسي أحضري لهم الموضوعات فرادي هاهنا لعل وعسي ...............!!!

وأبد بأسم الله .......... الموضوع الأول


آداب يجب استصحابها عند نقد الآخرين وخاصة العلماء والدعاة



الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه والشرفاء .

وبـــــــــــعــــد ، فقد تأملت عدّة مشاركات لإخواننا الكرام الأعضاء اشتمل مضمونها على توجيه سهام النقد الشديد إلى بعض المشايخ والدعاة .

ثم تأملت الردود والتفاعلات ، فوجدتها تتردد بين مُنافح ومتحامل .

فالمنافح اعتراه حب (فلان) من الناس حبًا شديدا حمله ذلك على التعصب المقيت لهذا الشيخ أو الداعية ، وبلا ريب تختلف دوافع هذا الحب والتعصب من شخص إلى شخص آخر، فتارة تكون بسبب أنه من جماعته أو بلده أو عشيرته، وكل هذه الدوافع باطلة ؛ لأن الحب يجب أن يكون لله وحده، وكما قال أبو حامد الغزالي صاحب (الإحياء): (وهذه عادة ضعفاء العقول، يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق).

ثم ينبري يدافع بشراسة عن (فلان) بغض النظر عن صحة ما ينافح به !! المهم والهدف عنده المنافحة بأي شيء ولو بالسب والتسفيه ولعن الطرف الآخر، وأبسط حجة يلقيها في وجه منتقد شيخه قوله: (لحوم العلماء والدعاة مسمومة) فهي كلمة حق أريد بها الباطل، فلحوم العلماء والدعاة مسمومة من الطعن في العرض والسب والشتم والتشهير، ولكن ليس لحومهم مسمومة من النقد البناء والنصيحة الخالصة، فيجب التفريق بين هذا وذاك.

وفي المقابل ترى المتحامل ـ أصلحه الله ـ وجد لغمز ولمز (أحد المشايخ أو الدعاة) مستقرا له في قلبه بسبب كره سابق في قلبه لـ (فلان) ، فيعمل كما يقال : (من الحبة قبة) ، فالغاية عنده تبرر له وسيلة الطعن، والعجيب أنه يجد لذلك من المبررات الشرعية في نفسه كالدفاع عن الدين وإنكار المنكر. ونسى هذا الحبيب أن إنكار المنكر له ضوابطه الشرعية ، والنصيحة لها أسلوبها الأمثل.

فهل تعلم أنه لا يجوز في إنكار المنكر التجاوز في الإنكار حد المنكر، فلو رأيت من يشرب خمرا من زجاجة ، فليس لك في الإنكار باليد إلا كسر الزجاجة ، فإن ضربته ، فقد وقعت في مخالفة شرعية .

ثم تخيل معي أيها الحبيب لو اجتمع المنافح مع المتحامل في حوار أو نقاش كيف يكون حالهما حينئذ؟!!!.

بلا ريب سيكون (حوار طرشان) ـ إن لم تكن مجزرة من السب والشتم واللعان ـ بمعنى أن كل من المتحاورين سيعتريه (الطرش) الوصفي ، فهو لا يعبأ بما يقوله الآخر بقدر ما يعبأ بما يقوله هو ، وهذا أشبه ما يكون بمنطق دكتاتورية فرعون التي وصفها الله تعالى في كتابه : { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } (غافر:29) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وصاحب الهوى يُعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا يطلبه، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله. بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين). وقد نقل عن سلفنا الصالح قولهم: (احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه).

فأخرج من هذه المشاركة ويعتريني الحزن الشديد على حال الملتزمين (الصحوة التي نعقد عليها آمال الأمة المنكوبة) .

ومع تفشي هذه الظاهرة رأيت وجوب إسداء النصح لنفسي أولا ، ولأحبتي في الله ثانيا ، ويعلم الله أنني كنت أتمنى أن لا أكتب ذلك ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فأقول وبالله التوفيق:

أولا ـ كلمة من القـلب بين يديـك فأرجو قبـولها :
1 ـ يا أيها القارئ لهذه الكلمات لا تعجل في قراءتها ! فوالله لقد كتبت من أجلك من القلب وثق أن ما كان من القلب ذهب إلى القلب، فاصبر على تأملها لعلك تجدها في ميزان حسناتك يوم تلقى الله عز وجل.

2 ـ هذه الأسطر لا أقصد بها شخصا بعينه ، وإنما هي عامة لجميع الأحبة .

3 ـ من كتب هذه الأسطر كتبها بدافع الحب ، فاصطحب معك هذا المعنى أثناء القراءة وافتح لها قلبك ، وإن خالفت ما في نفسك فزنها بميزان عدلك الذي لا يعلم حقيقته إلا الله.

ثانيا ـ يجب التفريق بين (النقد) و(التجريح)، وبين (النصيحة) و(الفضيحة)، وبين (الصدع بالحق) و(التحامل):
وهذا يجب أن ينتهجه المسلم بشكل عام مع جميع من حوله . ولكن لكوننا نقصد بهذه الرسالة صنف من الناس وهم (العلماء والدعاة) وجب علينا أولا طرح هذا السؤال : هل يجوز لنا نقد أو نصيحة أو الإنكار على العلماء والدعاة؟! .

الجواب : نعم يجوز ذلك بلا ريب ، فالعالم أو الداعية بشر من البشر يخطئ ويصيب، يعصي ويطيع وكما قال صلى الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد بإسناد صحيح من حديث أنس .

وقال الإمام مالك : كل منا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار بيده إلى قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

ونحن (أهل السنة والجماعة) ننكر أشد الإنكار على ما يعتقده المريد في شيخه الصوفي، فالشيخ الصوفي أول ما يلقن مريده من آداب هو (أن يكون بين يديه كما يكون الميت بين يد مغسله أي جسد بلا روح) ، وهكذا يدرب المريد حتى يؤول الأمر إلى منكرات عظيمة تصل لدرجة أن بعض الزنادقة من شيوخ الصوفية يغتصب زوجة المريد أمام المريد وهو لا يحرك ساكنا امتثالا لأمر الشيخ ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ .

فنحن لا نعتقد العصمة في أحد من الصحابة ، فكيف نعتقدها في العلماء والدعاة ؟!!.
ثالثا ـ وهنا يأتي السؤال الأهم : كيف يمكن أن يكون (النصح أو النقد أو الإنكار) على أهل العلم والدعاة؟!! وهل من ضوابط في ذلك؟!!

قلت : اعلم ـ وفقك الله للخير ـ أن هناك عدة أمور يجب أن يتحلى بها من تصدى لنقد أو نصح عالم قبل أن يقوم بذلك ، وهي :

1 ـ (ملاحظة "مؤشر الإخلاص" في قلبك اتجاه النصيحة) :
ويكون ذلك بوقوفك بنفسك على الدوافع الحقيقية التي حملتك على بذل هذه النصيحة، وهذه لن يقف على حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى ثم شخصك الكريم ؛ لأن ذلك محله القلب ، والقلب لا يطلع عليه إلا الله الذي { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } (غافر:19) .

وللكشف عن حقيقة دوافعك من النصيحة ومراقبة مؤشر الإخلاص في قلبك أجب على هذه الأسئلة أولا قبل إسداء النصيحة:
س1 ـ هل أنت محب (لفلان) الذي تنصحه ؟!. فإن كنت تحبه فبشارة خير. وإن كان غير ذلك فأجب على ما يلي:

س2 ـ هل تمنيت أن يكفيك غيرك بذل هذه النصيحة؟!!. فإن قلت : نعم فبشارة خير. وإن كان غير ذلك فأجب على ما يلي:

س3 ـ هل أحزنك صدور ذلك من (فلان) أم سررت بذلك ووجدتها فرصة لنصحه؟!. فإن قلت : نعم فبشارة خير. وإن كان غير ذلك فأجب على ما يلي:

س4 ـ هل كنت تتمنى أن تكون نصيحتك في السر بينك وبينه ، ولكنك لم تجد إلى ذلك سبيلا؟!!. فإن قلت : نعم فبشارة خير. وإن كان غير ذلك فأجب على ما يلي:

س5 ـ هل لو فعلها أحب الناس إليك كنت ستنصحه بنفس الكيفية والأسلوب ؟!. فإن قلت : نعم فبشارة خير. وإن كان غير ذلك فإليك هذه المذكرات الهامة :

1 ـ الإخلاص شرط لقبول العمل الصالح ، فإن فقده فهو طالح ؛ لحديث عمر مرفوعا: (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى…) رواه الشيخان.

2 ـ صح من حديث أبي أمامة مرفوعا: (إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه) رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بإسناد جيد.

3 ـ هل تعلم أن علاج الإخلاص يكون بكسر حظوظ النفس ، وقطع الطمع عن الدنيا ، والتجرد للآخرة حتى يغلب ذلك على قلبك؟!.

4 ـ هل تعلم أنه قيل : (يا نفس اخلصي تتخلصي) أي اخلصي لله تتخلصي من العذاب؟!.

5 ـ هل تعلم أن (رب عمل صغير يعظمه النية !! ورب عمل كبير تصغره النية) ؟!!.

يا أيها الحبيب يا من تريد بذل نصيحة لأحد العلماء أو الدعاة وتريد بها الخير استصحب معك هذه المعاني وأنت مقدم على نصيحة عالم أو نقده:

أ ـ ذكر أحد العلماء عند الإمام أحمد وكان متكئا من علة فاستوى جالسا وقال: (لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ)!!!!!.

ب ـ قال الترمذي : (لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم) فكيف بعلماء زماننا ودعاتنا، وكيف بي أنا وأنت أيها الناصح الكريم ؟!!.

جـ ـ يجب على الجميع استيعاب حقيقة لا بد منها ، وهي وقوع الخلاف من عهد الصحابة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لأن الخلاف سنة الله في خلقه وأسبابه كثيرة.

د ـ الفتوى غير ملزمة لأحد إن ترجح لديه مخالفتها لدليل معلوم لديه ، ولكن عدم الطعن في صاحب الفتوى والتشنيع بشخصه ملزم للجميع.

2 ـ (أن تقدم بين يديك محبة المنصوح أولا) :
وإظهار الشفقة عليه في ثنايا نصحك له، أذكر أن أحدهم كان كلما خاطبني في رسائله قال لي : (أخي الحبيب فلان) ، فلما بدا له أن ينصحني في مسألة ما قال : (الأخ فلان) ، فتعجبت لذلك وقلت له: عجبا لك!! ما خاطبتني قط إلا وتقول: أخي الحبيب ، فلما كان أحوج ما يكون الكلام لذلك عند النصيحة جردت (أخ) من ياء المتكلم التي تتضمن معنى التلطف والقرب وذكرته بقول إبراهيم عليه السلام لأبيه الكافر: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} (مريم:42) وقول لقمان لابنه وهو ينصحه: { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ } (لقمان:17) ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه الكافر أبي طالب : (يا عماه). فتأمل ـ رحمك الله ـ .

فمحبة العالم أو الداعية ليست للونه أو جنسه أو جماعته ، إنما لما يحمله من بقايا إرث النبوة وهو العلم الشرعي.

وقد تقول : أنا لا أحبه ؛ لأنه يفتي بالطامات ومتساهل !!.

فأقول لك : فأخبرني ـ وفقك الله ـ هل ما يفتي به باجتهاده أم بالتشهي ؟!!.

فإن قلت : باجتهاده .

فأقول لك ما قاله شيخ الإسلام: فأما الصديقون والشهداء والصالحون ، فليسوا بمعصومين، وهذا في الذنوب المحققة، وأما ما اجتهدوا فيه: فتارة يُصيبون وتارة يخطئون. فإذا اجتهدوا وأصابوا فلهم أجران. وإذا اجتهدوا وأخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم، وخطؤهم مغفور لهم. وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين ، فتارة يغلون فيهم ويقولون: إنهم معصومون، وتارة يجفون عنهم ويقولون: إنهم باغون بالخطأ. وأهل العلم والإيمان: لا يعصمون ولا يؤثمون).


والمرء يعجب من صغـيرة غيره ***أي امرئ إلا وفيه مقال
لسـنا نـرى من ليس فيه غميزة *** أي الرجال القائل الفعّال

وإن قلت : بل يفتي بالتشهي !!.

فأقول لك : وأين الدليل على ذلك ـ يرحمك الله ـ ؟!.

فإن قلت : مخالفته في فتواه النصوص الصريحة والصحيحة وجمهور أهل العلم؟!.

قلت لك : هل يلزم كل من تلبس بذلك أن تكون فتواه بالتشهي؟!.

يا أيها الحبيب إن العلم واسع ، وأسباب اختلاف العلماء قامت منذ الصدر الأول حتى يومنا هذا ، ولا يوجد أحد من أهل العلم ينكر وجود الخلاف في الفروع الفقهية ، فلا تضيق واسعا !! وعليك بقراءة كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) و(مقدمة في أصول التفسير) لابن تيمية ، حتى تقف على أسباب وحقيقة الخلاف بين أهل العلم حتى لا تنكر شيئا لا إنكار فيه ، أو تعطيه أكبر من حجمه.

أما إن قلت : لا أحبه ؛ لأنه متكبر .

فأقول لك : هذا إذا يدور في فلك الإيمان ؛ لأن الحب يكون لطاعة ، والبغض لمعصية، وإن ثبت أن فلانا من الدعاة من المتكبرين ، فحق لك بغضه في ذلك ، ولكن عليك الاحتراز من الخروج من البغض في الله إلى البغض لحظ النفس .

واعلم ـ وفقك الله للخير ـ أن بغضك له بسبب شرعي لا يسوغ لك التشنيع به والاسترسال في ذمه وتعنيفه في النصيحة، ولذلك إن لم تكن ممن يملك زمام رابطة الجأش ، فأنصحك بعدم نصحه حتى لا تنحرف النصيحة عن وجهتها الصحيحة ، فتتحامل فيها على المنصوح.


3 ـ (أن تــقـدم بيـن يـديـك إحســان الظــن) :
فإحسان الظن بالآخر والذهاب في ذلك إلى أبعد الحدود يجب أن يكون مطلقا لجميع المسلمين ، وأهل العلم والدعوة من باب أولى . كما قال الحق سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (الحجرات:12) .

وروى أبو هريرة مرفوعا: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) رواه الشيخان .

وروى المحاملي في "أماليه" عن عمر بن الخطاب قال : (لا تظنن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا) .

وروى البيهقي في "الشعب" عن محمد بن سيرين قال : (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا فإن لم تجد له عذرا فقل له عذر).

وعنه أيضا في "الشعب" عن جعفر بن محمد قال : (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا ، فإن أصبته وإلا قل لعل له عذرا لا أعرفه).

وعنه أيضا في "الشعب" عن سعيد بن المسيب قال : (كتب إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وأنت تجد له في الخير محملا).

فالواجب على من سمع مقالة أو فتوى أن يحملها المحمل الحسن بكل وسعه ، ويقول في نفسه: لعله يريد كذا أو كذا ، ولا يقصد كذا أو كذا، فيتأول كلام الآخر بكل السبل، خاصة إذا سبق لذهننا ماهية هذا الشخص من خلال قرائن الحال.

وفي هذا الخصوص روى البيهقي في "الشعب" عن حفص بن حميد قال: (إذا عرفت الرجل بالمودة ، فسيئاته كلها مغفورة ، وإذا عرفته بالعداوة ، فحسناته كلها مردودة عليه).

4 ـ (أن تـكون عـالـما بحقيــقة ما تــقوم بالنصـح بـه) :
فيجب على الناصح أن يكون مؤهلا علميا فيما سينصح به ، وعلى دراية تامة بأوجه الاجتهاد في المسألة ، ومعرفة الراجح من المرجوح فيه ؛ حتى إذا أنكر على العالم أو الداعية يتناسب إنكاره مع حجم المنكر ، ولا يبالغ في ذلك فيخرج عن الجادة والصواب.

5 ـ (تــــرك التــعـــصــب) :
فأحيانا نجد البعض من شدة تعصبه لعالم من العلماء يشنع تشنيعا شديدا على العلماء والدعاة المخالفين لرأي شيخه ، وهذه عصبية مقيتة تدل على ضعف إيمان وعقل وعلم صاحبها، فتعمى العصبية لشيخه بصره ، وتغشى على عقله ، فلا يرى حسنا إلا ما حسنه شيخه ، ولا صوابا إلا ما ذهب إليه شيخه!!. { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا } (البقرة:91) .

ولهذه العصبية تبعات خطيرة على صاحبها منها : أنها ستصده بكل قوة عن معرفة دليل المخالف لشيخه ، أو الاستماع إليه أو فهمه وتأمله.

6 ـ (أن تـتـحرى الألـفــاظ عـنـد الـنـصـيـحة) :
فنحن عندما نتكلم على عالم أو داعية إلى الله يجب أن يكون كلامنا يدور بين (النقد البناء، والنصيحة، والصدع بالحق)، ، ونحترز من نواقض هذه الصفات كـ (التجريح ، والفضيحة، والتحامل) ؛ لأن هذه مطية أعداء الدين والتدين، لهدم الدين والخلق كما لا يخفى.

فأعداء الدين من المنافقين ، والعلمانيين ، والحداثيين ، والزنادقة ، والفساق تتهلل وجوههم الكالحة والسوداء من نعت علماء الإسلام والدعاة بهذه النعوت ومن تتبع خضراء الدّمن (جريدة الشرق الأوسط) ، ومجلة (روزر يوسف) ، وغيرهما يعلم جيدا خبث هؤلاء واصطيادهم في الماء العكر، فهل تسعد أيها الناصح المريد للخير بإسعاد هؤلاء؟!! بلا ريب لا وألف لا!!

إذًا فعليك بالاحتياط وتحري الألفاظ .

فامتلاك الكلمة قبل النطق بها هو دأب أهل الصلاح والخير ؛ حتى لا نقع في مخالفة شرعية
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (قّ:18) .

وعن عقبة بن عامر مرفوعا : (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) رواه الشيخان.

فالواجب على العاقل أن يملك الكلمة ويتحكم فيها ولا يدعها تملكه ويكون أسيرا لها ، وأذكر أنني قرأت في "روضة العقلاء" لأبي حاتم أنه حكى عن السلف قولهم : (من تكلم بالكلمة ملكته ، ومن لم يتكلم بها ملكها) أو نحو هذا .

وكما روي عن عمر قوله : (من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به) رواه البيهقي في "الشعب".

فالمبادرة بالكلام والرد على عجالة له عواقب كثيرة ، والكيس الفطن هو الذي يعلم أين يضع قدمه، ويجهز لكل عبارة جوابا شرعيا لا جوابا فلسفيا أو جدليا أو سفسطائيا. جوابا مفحما للآخرين يقنع نفسه به قبل إقناع الآخرين.

والكيس الفطن من احترز من السقطات بقلة الكلام ، فهذا ابن مسعود يقول : (والله الذي لا إله إلا هو ليس شيء أحوج إلى طول سجن من لساني) .

وقال الحسن : (ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه) . وبلا ريب أن الكتابة في المنتديات تعد بمنزلة النطق باللسان. وهذا يتولد منه التنبيه التالي:


7 ـ (التـــأني في الإنـــكار ) :
وذلك خشية أن يقع صاحبه في الظلم، فقد ينكر على الآخر على عجالة بدون تأني ويكون إنكاره ليس له وجه ، فيقع المُنكِر ـ بضم الميم وكسر الكاف ـ في ظلم المنكر عليه ، فيقع في المخالفة الشرعية وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (الحج:71) .

فعلينا تذكر كلام حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه عنه أبو هريرة مرفوعا : (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم.

ولا أعني بذلك أن يصاب المؤمن ببرود الدم فيرى المنكر ولا يحرك ساكنا لا والله ، ولكن ما قصدته أن ما يظهر للبعض أنه منكر محتمل ويسعه الخلاف ، أو أنه غير متأكد من درجة المنكر ، فلا يدري بأي درجة يعالج؛ لأن لكل منكر طريقة إنكاره، ومن هنا وجب التفقه في علم الحسبة ، ومناهج السلف ؛ حتى نوفق في إنكارنا. فمن المنكرات ما يسكت عنه ، ومنها ما يعجل فيه بالإنكار ، وهذا بابه واسع يحتاج لعلم وخبرة. وهذا يفضي بنا إلى التنبيه التالي :

8 ـ (طــلـب عـلـم مـا لـم يعــلـم) :
فإذا أشكل على المنكر أي أشكال ، فليبادر بالاستفهام كما قال الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم؟) رواه البخاري من حديث عمران بن حصين ، فإنما شفاء العي السؤال.

معنى ذلك أنـنا يجب أن نتـثـبت قبل الخـوض في الرد كما نبـهنا الله تعالى لذلك:
{ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (الإسراء:36) .

فالعاقل يجب عليه أن يحذر من ترديد كلام الآخرين من غير التثبت منه وعقله وفهمه فيورط نفسه ويقع في المخالفة الشرعية التي جاء التحذير منها في حديث أبو هريرة مرفوعا: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم.

ويترتب على ذلك أن يقع هذا الشخص في التشبع بما لم يعط ، فهو كلابس ثوبي زور كما روى ذلك الشيخان من حديث أسماء.

نسأل الله تعالى أن يردنا إلى الحق ردا جميلا ، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل .


أخوكم محتسب .. أبو مصعب
منتدى الحسبة



 
الموضوع الثاني


يا كتاب المنتديات الإسلامية : لا ... للتبذل وتهشم الحواجز بين الجنسين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منطلقاً من الحب في الله والتناصح فيه

وقبل أن يتفاقم الأمر وتتسع الهوة

وتستحسن النفس الأمارة بالسوء أمراً

أقول : لنقف وقفة صدق وننبذ (( بعض )) السلبيات من (( بعض )) الكتابات

فكما أنه ليس بصديقك الذي يعاديك فأحرى أن لا يكون صديقك الذي يغريك

وآن الأوان أن نقول لمن تجاوز بقلمه الحد المقبول شرعاً وعرفاً : عذراً قف فقد تجاوزت .

فكم من كذب صريح خرج مخرج المزاح والكذب ما خالف الواقع وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يمزح لكن لا يقول إلا حقاً .

وكم مشاركة لم تسلم من التبذل ، وكم من مداخلات ساخرة أشبه ما يكون أصحابها في المنتديات المخصصة ( للفرفشة والنكت ) .

وكم من تعليق جر سخرية واستهزاء . وأما المجاملات فما أكثرها ، وكم من حوار لا فائدة فيه ترتجى ويقد يطول النقاش في توافه من الأمور .

ورب موضوع لا علاقة للمرأة به لامن قريب ولا من بعيد تقحم نفسها فيه إقحاماً ، وليس ذلك تحكماً في حق أخواتنا ؛ معاذ الله ؛ لكن تبقى للخصوصية مزيتها وحتى تحفظ الأنثى عليها مكانتها . ونفس الأمر يقال لنا نحن الرجال .

وإني لا أعجب من رجل يسطر موضوعاً يعد من (( خصوصيات المرأة )) ، ولعله أحياناً يذكر أشياء مزرية من باب ( الإيضاح ) ولا تستغربوا فهذا موجود . والأمر نفسه لكن أخواتي يقال .

( وأؤكد هنا أني لا أقصد الأمور المشروع فيها تخاطب الجنسين ولا إنكار على من يكتب عن قضيه لا تمس أفراد جنسه إن كان هناك مسوغاً لها ، فكلامي على ما يتعلق بالكتابة في خصوصيات الجنس المقابل )

وقد تحدث ملاطفة بين الجنسين لم ينتبه لها كاتبها خرجت مخرج الأخوة ؛ فلتت ففرح بها الشيطان .

وأحياناً هناك ردود بين الجنسين خارجه عن الموضوع توحي بأننا في مجلس نتبادل الضحكات مع قريباتنا .!

كما أنه لابد أن لا يغيب عن الأذهان أن النفس الأمارة بالسوء والشيطان للمرء يكيدان للمرء أيما كيد .

و لا ينبغي أن نغفل عن المتربصين بنا الدوائر من أرباب النحل المنحرفة والعلمانيين المغرضين . فقد تكون لهم أصابع تلقي سموم شبهها عبر أقلامها المنحرفة الدخيلة علينا .

وأحياناً نكون نحن سبب حدوث بعض التجاوزات بسبب ترك الإنكار وإحساسنا بأن الإنكار يولد البغض والتنافر وهذا كله من باب التساهل المذموم .

والسلامة لا تتأتى إلا عند نبذ الخطأ من أصله والقول (لمن تجاوز الحد المسموح به ) : عذراً قف فقد تجاوزت .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم تباع الأثر

 
الموضوع الثالث

بذل النوال في الإرشاد إلى طريقة الاستفادة من المنتديات



يتساءل الكثير من رواد المنتديات - إن لم يكن بلسان المقال فبلسان الحال - عن كيفية الإفادة والاستفادة من هذه المنتديات
وأنت حين تطالع المنتديات يسوؤك من يخبط فيها خبط عشواء ، يركب الحرف على الحرف والكلمة على الكلمة من غير هدف ولا تبيان !
فطائفة من رواد المنتديات ، مالهم حظ فيها ولا بيات !
ضحك بلا سبب !
وعجب من غير عجب !!
ولغب وصخب !!!
وذوق مسلوب منه الأدب
مماراة ولجاج ... وعمامة الحجّاج !
شعارهم : قيل وقال ، وجئتكم ضيفا .. فكيف الحال والأحوال ؟!
صدق عليهم قول الزميل : أخي - عابر سبيل ( ...أبصرت روّادها فإذا جلّهم من فرسان (خزاعة) وما أدراك ما خزاعة؟!
جاء أعرابي فقيل له: ممن ؟ قال: من خزاعة. قالوا: وما خزاعة؟
قال: جوع وأحاديث،،، إعراب الكلام ولحن في العمل.. )
ففكرت وقدّرت ، وقدّمت وأخّرت ، ثم نظرت فأيقنت :
أن الأمر ما منه بد ، فشمرت عن ساعد الجد ، وسألت ربي حسن الرشْد ....
لأسطر بعض الإنباهات وأرقم فيها الإرشادات ..
منهاما هو من أثر المسير ، أو نصح خبير ، أو عظة بصير ..
بضاعة مزجاة ، وما أبرئ نفسي من بعض فحواه !
لكنه يجوز عند أهل العقول ، أن يأخذ الفاضل من المفضول !
فبالله أنا وبه أقول :
إن بُليت بالشبكة العنكبوتية ... ورمت المنتديات النتّية ، فـ :
- أخلص النية ، تجزل لك العطية .. فإن من رام الهدية والتشكرات النرجسية ، حبط عمله ، وتكسر قلمه .
- حدد الهدف ، تنجو من التلف . .. وتسلم من مغبة الترف !
- تخيّر لنفسك الاسم الحسن ، فإنك به مرتهن ...
- ثم إن رمت الكتابة والأفادة فـ :
* نقّح الفكرة ، واجمع لها من دواوين الخبرة ، فغذاء الأفكار : دليل ، وبرهان ، وتجربة يقظان ، وحكمة من كان .
* فإن جمّعت المادّة ، فرتّب قبل أن تكتب ، واحذف ما يفيد حذفه ، وبيّن ما غمُض حرفه ، وليكن همّك : الكيف ... لا الكمّ والزيف .
* فإن لاحت لك القناعة بحسن البضاعة ، مع جودة الصناعه ، فتوكل واحتسب الطاعه .
* فاكتب ولا تسهب ؛ فخير الكلام ما ذكّر آخره بأوله ؛ وعبارة التصريح ، أفهم عند القارئ من التواء التلميح ، حتى لا تساء بك الظنون أو تفتن بها مفتون ... وحدّثوا الناس بما يعرفون !
فإن لزم الأمر فطال الحرف والسطر ، فجزّء الموضوع على حلقات واربط بين السابق والآت .
* وكن لما كتبت فاهم ، فقد يحاورك فيه عالم ، أو يراودك فيه حاسد ناقم ، أو جاهل ولائم ... فلا تكن أجهل الناس بما كتبت ، فتكون أشقاهم بما سطرت !
واعلم أنه ما كل من سيقرأ مكتوبك ، يوافق رأيك ومطلوبك .... فإنك إن رمت إرضاء الناس، فقد علقت بوسواس ، وزدتّ على نفسك من وجع الراس !
* إن نقلت عن إنسان ، أو نسخت مقالة أو حرفان ، فانسب الفضل لصاحبه ، ولا تكن ممن يحب أن يحمد بما لم يفعل ، ليُذكر في المحفل .
* حسن الإخراج من الإبهاج ، فلوّن حرفك ، ورقّم سطرك ، وأبرز من المقال .. ما تشتد له الحاجة والسؤال .
* ثم تخيّر للمقال العنوان ، فإنه التاج والبرهان ....
* فإن كملت لك السوابق ، فانظر أي مكان له في المنتدى يوافق ، فلا تخلط أدبا بسياسة ، ولا طبّاً بوناسة !
* فإن لم يكن لك شيء من بنيات فكرك ووجدانك ، أو ابتكار يراعك وبنانك ، فانقل فائدة ، حتى لو كانت سائدة ، فقد تكون عن بعض الناس غائبة ، أو جمّع الأخبار ا لطازجة متأكداً من صحة الأخبار ، قبل النشر أو الإنكار !
* تابع ما طرحت باهتمام ، واقرأ تعقب من تعقب بإلمام ، فلعل في الردود تنبيه فيُشكر ، أوسائل فيُخبر ، أو خطأٍ منه يستغفر ، أو لائم فيُنظر : هل صح لومه أم بان لؤمه !
* إن قرأت لأحدهم مقال ، فتعقّبه بالإثراء لا بكيل الإطراء ، وركّز في الرد على الأساس ، واترك عنك الوسواس ، و فاسد القياس ، فإن وجدت خللا فسدّده بألطف عباره وأبين إشارة ، مردفا ذلك بالدعوات النيرات ، وسؤال الله حسن الثبات ، فإن لم يكن لك تعقيب ... فدعوة محبوب ، تتألف بها القلوب .
* فإنك تستحق الإكبار بقدر ما تبحث للآخرين عن أعذار!
- واعلم حماك الله من سوء التقصير ، أن لكل حسنة محاذير ... فكن منها على حذر ، قبل أن يدهمك الخطر ! فالحذر الحذر من :
*
أن تكتب للكتابة ، أو تطلب الريادة .
* أن تنشر بين الناس إشاعه ، أو تكون لكل خبر إذاعه ، فتكون أحد علامات الساعه ، فما كل ما يُعلم يقال ، ولو كان عن طريق السؤال !
* لا تقبل على أحد مسبة أو مذمّة ، إلا من برأت منه الذمة ، أوترجّح فيه البرهان على المظنة .
* لا تلمز بمقالك ، أو تعرض بأقوالك ، وتذكّر سوء فعالك ، فقد يوقعك الله في شر أعمالك ....
* إن تعقبك بالرد شاتم أو لا ئم ، فلا تعجل بالخصائم ، أو كيل التهم والطلاسم .... بل تأنّ وتأنّ .. وتعنّ قول أهل الفن ...
يزيد سفاهة وأزيد حلما .... كعود زاده الإحراق طيباً
فإنك بذلك تصنع من يدافع عنك بلسانك ، من إخوانك وخلانك ... فإن أظهر الله صدقك وفرّج كربك ، فلا تشمت بشامت ، أو تفتخر بأنك كنت الصامت !
بل زد على المخطئ حرصا وإشفاقا ، ودعوة واتفاقا .
* لا تبن بينك وبين الآخرين وهم الحواجز ، فتلغز وتغامز ، أو تفرض في ذهنك صورة للرواد من قبل أن ترى منهم وتعتاد ، فالحكم على الشيئ فرع عن تصوره !
* لا تقحم نفسك في حوار ، لا تعلم له مسار ، واكفف إن جهلت عن التوجيه ، فإن فاقد الشيئ لا يعطيه !
* لا تلزم كلام خصمك اللوازم ، إلا إذا دلّت عليه واضحات العلائم ، ولا تتهم النيّات ، أو تنقب في الخفيات ... فالأصل في المؤمن الظاهر والسلامة ، وأنه قد يأتي بالملامه !
* لا تحزن إن قلّت التعقبات على مقالك ، ولا تيأس فكل يائس هالك .... واعمل ولا تملّ ، فأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ّ .
................................................
وبعد :: وأي بعد ..
فهذا جهد المقل ، فاستكثر منه أو استقل ، وعدّ منه المخل ، وانشره فأنت في حل .
وما كان فيه من شطط أو زلل ، فمن نفس قليلة العمل ، طويلة الأمل ، وشيطان يؤزها بالعجز والكسل ، نعوذ بالله من فتنة القول وفتنة العمل . والله أعلم ... ونسبة العلم إليه أسلم .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


أخوكـــــــم : مهذب

 
المنتديات .. حينما تتحول إلى [ جدران حواري ] !!!

الموضوع الرابـــــــــع

المنتديات .. حينما تتحول إلى [ جدران حواري ] !!!



لما عرفنا الإنترنت كان أول ما جذبنا فيها هو تلك المنتديات العربية ، و التي كانت في مقدمتها الساحة العربية ، و سحاب لما كانت سلفية ، و أنا المسلم ، و التي عاصرنا أولى أيامها، و شاركنا في تأسيسها .. !

هذه المنتديات العربية ( الإسلامية ) كان لها عدة أهداف مهمة تتلخص في :

أولاً / [ تقرير ] العقيدة الإسلامية الصحيحة ، في جميع أبواب العقيدة من إيمان و كفر ، و إسلام و شرك .

ثانياً / [ الحوار ] بين مختلف التوجهات الإسلامية ، تحت مضلة الاحترام المتبادل .

ثالثاً / [ الرد ] على المبتدعة ، و الضلال المنحرفين ، من زنادقة ، و ملحدين .

رابعاً / [ التحريض ] على الجهاد ، و [ نقل ] أخبار المجاهدين ، و [ تبشير ] الأخوة بها .

و كان من ثمرات هذه المنتديات العربية : أن أقمنا علاقات بأخوة لنا نعتز بمعرفتنا لهم ، و يتشرف أن مثل العبد الفقير يعرفهم .

و كان من أعظم فوائدها أيضاً : أن ظهر لنا موقع كـ[ صيد الفوائد ] يجمع لنا ما تناثر من فوائد المنتديات العربية من أبحاث ، و فرائد ، و مقتنصات من الكتب ، و غير ذلك .

لكن – للأسف – أصبحت هذه المنتديات كـ[ جدران الحواري ] يكتب عليها من شاء ، ما شاء !!

فسُودت صفحات المنتديات بالكثير من المواضيع التي لا تجد فيها سوى [ باقة ] من السباب و الشتائم !!

و الرمي بالضلال ، و الإضلال .

و سب ، و شتم التيار الفلاني – على غرار يسقط فريق ( ... ) – و تمجيد مقيت مقزز لفلان من الناس – على غرار يعيش ماجـ.. –

و أصبح من الصعب أن تجد موضوعاً مفيداً ، رائعاً ، رائقاً تحس أنك تخرج منها بفائدة علمية ، أو ارتفاع في مستوى الإيمان الشخصي !!

و أصبح الواحد منا - و للأسف – يكتب لمجرد ( زيادة ) عدّاد المواضيع !!

أو يكتب ليقال كاتب كبير ، و بارع نحرير !!

ناسياً ، أو متناسياً أن عليه [ رقيب ] و [ عتيد ] !!

[ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ]

أنقلب الحال في هذه المنتديات ، فما عادت تروق لعاقل !

و لا أبالغ إن قلت .. أن من يريد أن يقوم بالحمية لتخفيف وزنه ، و تغلبه نفسه في الأكل ، ما عليه إلا أن يدخل إلى المنتديات و ينظر فيها ، سيحس و بلا مبالغة بانسداد في شهيته ، و لا يعود راغباً في الأكل لهول ما يجد ، مما يدمي القلب .. و يتعب ( الدماغ ) !!

لكن و الحمد لله ، لا يزال في أهل المنتديات من لا يريد إلا خيراً ، و لا يكتب إلا خيراً ، فتراه ناقلاً للمفيد الرائع من فرائد الأنترنت .

أو تراه مبشراً لإخوانه بأخبار المجاهدين .

أو تراه محرراً لمسألة علمية .

و لهذا كان من الواجب على أمثال هؤلاء أن يكون لهم دور بارز في مثل هذه الظواهر المقيته !!

فعليهم أن لا يلتفتوا لمثل أولئك ( المشخبطين ) !

و لا يدخلوا لمقالاتهم حتى لمجرد القراءة .

لا يردوا على مقالاتهم ، و لا يقيموا لهم مثقال ذرة .

و يوصوا إخوانهم ، و أحبابهم بذلك .

[ و تواصوا بالحق ، و تواصوا بالصبر ]
و الله أعلم .

أخوكم .. أبو سحاب .
25/11/1423هـ


 
هل أنتَ (أنتِ) ذبابة أم نحلة.. ؟!

الموضوع الخامس

هل أنتَ (أنتِ) ذبابة أم نحلة.. ؟!



بحت أصواتنا وكلت أناملنا.. ونحن نعيد الكلام تلو الكلام..ونحبر الصفحات بعد الصفحات.. منادين أهل الفضل ودعاة الإصلاح وحاملي مشعل الهداية ..
سردنا الأدلة.. وبسطنا الحديث حولها.. ثم لا مجيب.. وكأن لسان حالهم يقول:{ سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع }

ظهر البعض وكأنه ـ أعز الله الطيبين مجيبي دعوة الحق ـ ذبابة حقل ..! تمر على الحقول بأريجها الفوّاح..! وأزاهيرها العبقة..! وثمارها اليانعة ..! فتتجاوزها مسرعة..!
لا تلتفت إليها ولا تعبأ بها.. بل إن رؤيتها لها مما يستفزها..! ويحفزّها على حث الخطى..! والجد في السير بعيدا عنها..!
ثم فجأة..! ترفرف بجناحيها منتشية..! وتهوي بجسدها في خفة وحبور..! فقد وجدت بغيتها.. وحصلت على منيتها.. ووقع بصرها على معشوقها.. فلم تعد تقوى على الصبر.. وكأنها قد نالت النصر والظفر.. فليس في مقدرتها طول انتظار.. فتهبط مادّة ذراعيها.. ومصفقة بجناحيها.. وغامسة خرطومها.. تلثم عشيقها.. وتشتم عَرْف رفيقها.. !

وفي الجهة الأخرى تجد النحلة.. صانعة الشهد.. وباذلة الشراب الحلو .. جانية الرحيق.. وممتصة الورود .. وناشرة الأريج .. تحلق في الهواء الطلق.. مرسلة بصرها في فضاء ربها .. باحثة عن جنة غناء.. أو روضة يانعة الزهر.. قد فاح شذاها.. وانتشر عَرفها في سماها..
تمر بالمزابل ـ أعز الله الطيبين ـ فتمتعظ لمرآها.. ويستفزها نتنها.. ويزعجها عفنها.. فتهرول مسرعة.. وتحث الخطى مولية وجهها شطر عطرها وشذاها .. فتحط على الأزهار والثمار والورود.. تمتص رحيقها وترشف عبيرها وتحمل جناها.. ثم تعود إلى بيتها فتصنع الشراب الحلو.. وتهيئ قرص الشهد.. مُخَتِلف الألوان.. متعدد الأصناف.. فيه الشفاء والدواء.. واللذة والمتعة..

هذا هو حال كتاب المنتديات وهذه هي اتجاهاتهم ..!؟
موفق للخير.. إن كتب أفاد.. وإن شكر أو عقب فعلى ما فيه فائدة وخير.. وإن سكت وأعرض فعن شر لا يبتغي ترويجه.. وعن منكر لا يروم إشهاره والدلالة عليه.. ينتقي ( أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه )
وآخر.. ذبابة حقل.. يمر على الطيب من الكلام.. فينظر إليه شزرا.. ويرمقه نزرا.. لا قرأه فاستفاد.. ولا شكر كاتبه أو رفعه لغيره فأفاد..
تدور عينه على الأسماء.. فإذا وقعت على عربيد أو عربيدة.. أو منافق أو منافقة .. دلف إلي ما كتب.. والتهمت عينه حروفه وكلماته..! وهو على يقين أنه ما دخل إلا إلى مزبلة فكر..! وحثالة عقل..! ثم يأخذه الحماس وتستفزه الغيرة الحمقاء وتدفعه الرعونة الهوجاء.. فيحبر الرد تلو الرد.. ويكتب التعقيب تلو التعقيب.. وربما اكتفى بكلمة واحده يرفع بها الموضوع ظنا منه أنه يشهر بمن كتب وما كتب .. وقد يبلغ به الحماس مبلغه.. فيفرد موضوعا مستقلا يبين فيه ـ على زعمه ـ عوار صاحبه ويفند فيه ـ عل حد قصور فهمه ـ حجج وبراهينه خصمه.. وما درى الجاهل أنه يسدى له خدمة العمر.. ويقدم له دعاية مجانية تبقى مدى الدهر.. ينشر خبره في الأفاق وتتناقله الركبان.. ويبقى له وحده الإثم والوزر..

ما اشْتُهِر دعاة الضلال ومثيري الفتنة إلا بمثل هذا الأسلوب الأخرق.. وما عُرِفت توجهاتهم وانتشرت أفكارهم.. وتناقل الناس أخبارهم.. واقتفى آخر سبيلهم وتبنى مذهبهم ..إلا عن طريق المتدينين والمتدينات الذين دافعهم الحماس وحده وسائقهم الغيرة الهوجاء..
_كم من مغمور اشتهر يوم حبّر فلان أو فلانة موضوعا باسم التشهير به والتحذير منه وتفنيد حججه فكان عكس المبتغى وخلاف المراد..! لأنه خالف أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم واتبع هواه..!
- وكم من موضوع كادت تطويه الصفحات.. ويغمره النسيان لولا حماسة حمقاء.. وغيرة جهلاء رفعته فبقي متصدرا الصفحات الأولى.. محققا حلم صاحبه وبغية كاتبة..!
من جعل للمخذّلين المثبطين مؤيدي الصليب.. الذين هم الأوحد.. وشغل الأكبر التشهير بالمجاهدين وتحميلهم كل خطأ.. وإلصاق كل تهمة بهم.. وتجيير كل مصيبة أو كارثة ضدهم..؟! من جعل لهذه (الحثالة) قيمة وشهره ولموضوعاتهم صدىً ومكانة..؟! إلا المتحمسين والغيورين من المتدينين بلا فهم ولا روية ..!

من جعل للمنافقين.. ناشري الضلال ومبيحي الفجور ومزيني المنكر وملصقي كل خطيئة وتخلف بالدين والتدين..!؟ من جعل لهؤلاء المرجفين كلمة مسموعة وآذان صاغية..؟! إلا المتحمسين والغيورين من المتدينين بلا فهم ولا روية..!
من جعل للجراحين.. آكلي لحوم العلماء.. ومستبيحي أعراض الدعاة والمشايخ الفضلاء الأموات منهم والأحياء..؟! من جعل لهم وزنا ولكلمتهم معنى إلا المتحمسين من المتدينين بلا فقه ولا روية..

متى نستفيق ونعي ما يريده بنا هؤلاء السقط..؟!
يجعلوننا ( معابر ) يمررون عليها باطلهم وفجورهم..!! ونحن نظن أننا نرد عليهم ونفند حجهم..!!وهم فرحون منتشون بهذا النصر وهذا الفخ الذي أوقعونا فيه.. فغدونا أداة معينة لهم.. وجهازا متنقلا يروج باطلهم ويعلن عن منكرهم.. نحيل على منتدياتهم وننقل بعضا من كفرهم وضلالهم باسم التحذير منهم .. مع أنه لم يطلع على ضلالهم إلا القليل.. ونحن جعلناه كلا مشاعا.. يراه العامي والمثقف والبر والفاجر..!

ذكرنا مرات وكرات قوله جلا جلاله:
{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
وقوله سبحانه تعالى مخاطبا المؤمنين الخاضعين لأمره :
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }
ورُفِع الموضوع مئات المرات.. ولا مجيب..! ولسان حالهم يقول إجابة لهذا الأمر الرباني:
-
{ سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع }
بأي عقول يفهم هؤلاء كلام الله الذي ينهاهم عن الجلوس مع الخائضين في آياته.. فضلا عن رفعها.. والترويج لها وإعانة كاتبها على نشرها.. أو التشهير بكاتبها.. والدعاية له ولما يقوم به ..؟!
- الله سبحانه يقول لمن جلس وسمع:
{ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ..} فكيف بمن روج ونشر ..؟!
أليس هذا كلام عربي مبين لا مجال فيه لتأويل أو احتمال..؟
كيف نزعم أننا نطيع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن لا نمتثل أمره في أعدائه الذين يحادّونه ويكذبون رسوله صلى الله عليه وسلم ويعادون أوليائه وينشرون الخنا والفحش ويزينون الباطل..؟!
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }

 
صرخات فتيات لماذا نضايق في المنتديات

besm-alla.gif





الموضوع السادس

صرخات فتيات لماذا نضايق في المنتديات


الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وأزكي تسليم أما بعد :
أختي في الله أخي في الله هذا مقال يحمل هذا العنوان ( فتيات يصرخن لماذا نتعرض للمضايقات في المنتديات ) وحتى أكون أكثر دقة ووضوحاً فهذا أصبح يشكل ظاهرة وخطراً على المنتديات سواء الإسلامية أو غيرها ومع ما وصلني من شكاوي حول بعض هذه الأمور ومن خلال تجربتي في عالم المنتديات المتواضعة جداً نجد أن الأسباب هي نوعين :
* سبب غير مباشر
* وسبب مباشر
ومن هنا سيكون مدخل الحوار والنقاش مع كل ذي دين وتقوى وعقل لبيب بعيداً عن حساسيات لموقف معين أو خطأ معين ولست هنا أقصد إنسان أو إنسانه بعينه أو منتدى بعينه وإنما هو نصح وتوجيه من أخ لكم همه وهدفه الاصلاح والدعوة ما استطاع لذلك سبيلا :
والحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام التي شرعت لنا ضوابط وحدود في علاقاتنا وخاصة بين الرجل والمرأة ......
* أما السبب غير المباشر
فهناك فئة من الشباب هداهم الله راسخ في ذهنه شيء واحد من المرأة هو المتعة والجنس فتراه أول ما يقرأ ان كاتبة المقال آمرأة حتى يسارع بإرسال رسالة تعارف إليها وأنه شاب وسيم ومن هالكلام المعسول ..........
كذلك عن طرح أحدى الأخوات مقال عن الحب مثلاً يبادر إلى ذهن هالمسكين إنها تحبه او تبحث عن حبيب ومما يزيد الموقف اشتعالاً هو رد بعض الأخوات بحسن نية فيبدأ الشاب في نسج الأفكار والخيالات بأنها تحبه ويبدأ في مراسلتها ومضايقتها .........
* اما السبب المباشر
فهذا هو مربط الفرس وهو أمر مؤلم وهو هناك تساهل من قبل بعض الأخوات هداهن الله في هذا الجانب ومخالفة لأمر ربها ومنها :
1) الخضوع بالقول ولين الجانب.... قال تعالى ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )
نجد تساهل من الأخوات في هذا الجانب ويتعدى الأمر إلى مزحات وضحكات
2) أين حياءك أيتها العفيفة : قال صلى الله وسلم ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري
وهنا تساهل واضح وجلي سواء كان بحسن نية أو لجهل بأمر الدين حيث نقرأ تمادى بين الأخت وبين الأعضاء فمرة تخبره بأكلتها المعينة ولبسها المفضل وأسم زوجها وابنتها ومرة تضحك له بدون داعي لهذا ..........
3) توقيعك يطمع الأعضاء فيك : ربما هذه التوقيعات لا نجدها في بعض المنتديات ولكن نجدها في الأغلب وخاصة ما يسطر من كلام فيها فتقرأ توقيع يحمل اسم المعذبة أو المحرومة او طالبة الحنان وهكذا دواليك ....... ومما يزيد الطين بله والأعظم من ذلم أثم إضافة مقطع صوتي في التوقيع والمقصود به هنا الغناء ........سواء من منتدى أو بريد .......
4) خطوات الشيطان : فبعض الأخوات تتمادى مع الأعضاء عبر الرسائل الخاصة أو البريد بدون حاجة أو ضرورة لذلك فبعض الأخوات تنساق وراء الحوار والجدل بدون علم بما وراءه فأحياناً كثيرة الذئب لايهرول عبثاً .... فمن خلال بعض المقالات يبدأ العضو في حوار مع العضوه بالخاص ثم يعطيها بريده ثم يختمها بماسنجره ويكون بهذا استدرجها لما لا تحمد عقباه ..........
قال الله تعالى ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان )...... فمن أراد الحوار فالعامة وأمام الناس محله مع التركيز والحرص أن يكون تعقيبك وردك على ما سطر فقط .......
5) التقة الزائدة بالنفس : هناك أخوات لديها ثقة زائدة ولا أريد انعتها بالغرور فكم ثقة زائدة أودت بصاحبتها إلى كسر القلب والأهات فهناك بعض المسلمات لديها جراة وكأنه رجل في الحوار والضحات والتغنج وعند النصح لها ترد أني واثقة من نفسي وأنا بنت ناس وقبيلة كل هذا على العين والرأس ولكن أختاه إذا كنتي تثقين في نفسك فهناك من يتربص بك وهو أشد منك حنكة ودها وخاصة بالشات وبعض المنتديات الشبابية التي بدات تغزونا هذه الفترة ....... فأحرصى على دينك وعرضك أيتها الفيفة ........
6) حرصي ولا تخوني : اعلم جيداً أن هذه النقطة بالذات ربما لاترضى بعض أصحاب المنتديات ولكن حلمهم على فلست هنا في مقام المشكك ولكن من مقام الحرص والخوف والنصيحة ..... فبعض الأخوات ماشاء الله تبارك تندفع بسرعة لكسب صداقات نسائية بدون تروى وتمهل وبحث في هذا الأمر وهنا أبوح بما يشبه السر لهن وهو ليس كل من كتب مقال باسم أمرأة هو أمرأة والعكس بالعكس فحذري قبل أن تخدعي وأحرصى يا رعاك الله وانتقي لك من الأخوات من عرفت بالعفة والوقار والدعوة إلى سبيل الله وكوني على ثقة أن الذي يتقمص أمر ليس أهله سيفتضح أمره ....... قال تعالى : ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )
وبعد يا رعاك الله هذا نصيحة وتوجيه وحاسبي نفسك وأعرفي علاج الخلل من أين ؟
همسات أخوية لكل أخ في الله نعم أنت فعرني سمعك وفؤادك يارعاك الله
أخي الحبيب همسات لكل هي تقوى الله عز وجل في السر والعلن أخي الحبيب أتق الله في هتك أعراض المسلمين أتق الله في تلاعبك بعواطف قلوب الفتيات ........
أخي أن رأيت منها تساهل في أمور الدين فكن انت الناصح الذي يبتغي أجره من الله بالحكمة والموعظة الحسنة .....
أخي الحبيب أياك أثناء كتابة أي رسالة لأي فتاة تضمينها عبارات حب أو غزل .....
أخي الحبيب أنظرها إليها كأخت فقط أخت ولا شيء سواه .......
أخي الحبيب أعلم أنك لا تتحمل الخطأ لوحدك فنحن وهن نشاركك ولكن أخي لو استشعرنا أمرنا ديننا وهبينا عن حماية أعراض بنات المسلمين فلن نسمع ولا نقرأ أو نشاهد تلك القصص الماسأوية التي بنزف لها القلب دماً والعين دمعاً ...........
وختاما *******
اللهم هذا الجهد وعليك التكلان وهذا الدعاء ومنك الاستجابة
اللهم أحفظ عوراتنا وأمن روعاتنا اللهم انا نسالك في هذه الأيام الفضيلة المبارك أن تتقبل منا أعمالنا وان ترحم شهدائنا وأن تنصرنا أخواننا في فلسطين والشيشان وكشمير والبوسنة والهرسك وبورما وفي شتى صقاع المعمورة .... اللهم اهدى شباب المسلمين لما تحب وترضى ... اللهم أهدى بنات المسلمين واحفهن من كيد المعتدين ...........اللهم أرحم موتى المسلمين وغفر لهم ووسع مدخلهم ونقهم من الذنوب الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أرحمنا إذا صرنا لما صاروا إليه في ظلمة القبور وضيق اللحود وبراثن الدود فرادى كما خلقتنا لا أهل ولا أخوان ولا أحباب ولا أصحاب ...........اللهم وحد كلمة المسلمين على الحق المبين اللهم اجبر كسرنا وجمع شتاتنا يارب العالمين ********


فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسى والشيطان ...........
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ........

حقوق النقل محفوظة لكل مسلم ومسلمة


 
هل تريد ان تعرف السر لجعل زوار موضوعاتك بالآلآف والردود بالعشرات

besm-alla.gif





الموضوع السابع



هل تريد ان تعرف السر لجعل زوار

موضوعاتك بالآلآف والردود بالعشرات


السلام عليكم ورحمة الله واليكم هاتين القصتين الحقيقيتين
الأول ... كتب موضوعا .. بذل جهدا .. انفق وقتا .. ظن ان الموضوع اصبح جاهزا للطرح والعرض ... أنزله في منتداه الصغير .... توقع زوار .. توقع تفاعل .. موضوع هام ... ولا بد ان القراء سيثرونه بالردود والتفاعلات .. انتظر يوما ويومين وثلاثة .. والنتيجة عشرة زوار او عشرون .. والردود لاااااااا أحد

اما الآخر ... فالّف كتابا ... انزله في المكتبات ... توقع نفاذا سريعا للمبيعات .. اعد العدة للطبعة الثانية .. انتظر .. مّر على الأسواق والمكتبات .. فوجئ وصدم برفوف ملأى بكتابه .. والنتيجة بيع ما نسبته واحد في المئة والبقية متراكمة في المكتبات .. نصحوه بالانترنت ... قالوا له الناس سرقها الانترنت ... فعليك به ... وسيلة عظيمة للنشر ... إطرح كتابك عبر الانترنت وستجد ما يسرك ... اعد موقعا مجانيا ... فرغ كتابه وأنزله في الانترنت .. عمل عداد حركة لقياس عدد الزوار .. صدم من الناحية الأخرى ... الزوار قليل ... ولا يكادون يفرقون عن زوار المكتبات

وأخيرا .. كلا النموذجين قالا ... لن نكتب بعد اليوم ... موضوعاتنا لا تستحوذ على قراء ... وليس فيها من الفائدة ... لم يباركها الله .. لندع القلم لأهله ..توقف الإثنان .. تركا الساحة ... وكلهما الم وحسرة على هذه الخيبة

كم من الكتاب الاليكترونيين ( كتاب ودعاة الانترنت ) يواجه هذا الموقف اليوم ؟؟؟ وكم منهم ترك الساحة الدعوية لما لقي من إحباط ويأس وعدم وجود أي صدى لما يكتب ؟؟؟ واجهت في موقعي هذا الموقف ولمسته عن قرب مع غير واحد من الذين كتبوا وتألقوا ثم احبطوا وانسحبوا لنفس الأسباب من اعضاء ومشرفين ؟؟؟

وذلك اقول ولكل من واجه هذا الموقف وتسبب له في آثار ونتائج سلبية ارجو من الجميع قراءة تتمة القصتين المذكورتين وبعدها يكون التعليق

الأول ... .. هجر الانترنت اياما .. عاد بعدها ولكن ليتجول في مواقع اخرى اكثر شهرة واتساعا .. تذكر موقفه مع الانترنت بألم وحسرة ... تحركت ذكرياته المريرة ... تغلب على نفسه .. فتح موقعنا اشهير جدا – الساحات – احب ان يرى آخر التطورات .. فإذا بعينيه تقع وكأول ما تقع على عنوان موضوعه الذي تركه يدفن ويتوارى في عالم الغيب ... أهو موضوعي .. لأ ..لأ مؤكد ان احدا ما اختار عنوانا مشابها لعنواني .. تحمس ودخل على الموضوع ... نفس موضوعه بالنص وبالفراغات وبالحركات ... ثغر فاه .. تعجب .. مر على السطور كلمح البرق ليصل الى النهاية ... فإذا بناقل الموضوع يقول " موضوع لفلان من منتدى فلان" .. يا سبحان الله ... كيف ساق الله هذا الناقل الأمين .. ليتصفح في ذلك المنتدى الصغير .. لينقل الموضوع .. ويرفع الرصيد .. ومن 15 زائر الى الآف الزوار .. ومن ولا رد إلى مجموعة من الردود والتفاعل والدعاء للكاتب الأصلي ... احمر وجهه خجلا من رب البريات .. مسخر الأرزاق .. وموزع الأقدار .. من كل شئ عنده باجل وكتاب ... طاطأ الرأس وقال .. استغفر الله العظيم .. لن أكتب الا لله وبالله وعلى الله .. والله تعالى يتولى الآجال والأرزاق والنصيب والنشر والتوزيع

اما الثاني ... وبعد أن شعر بما شعر ... وتخاذل عن حمل القلم .. وترك تأليفه وكتبه .. واقتنع بانه لا يصلح لشئ ولا سيما الكتابة في عالم الدعوة .. يكون جالسا ذات يوم منهمكا في عمله ... .يأتيه احد الأصدقاء .. فلان يا فلان .. نعم .. تعال بسرعة ..... مذا تريد ... اريد ان اريك مفاجأة ... ذهب متثاقلا الى مكتب صديقه .. تعالى وانظر .. اقترب واذا بموضوع طويل وكأنه كتاب ... ما هذا ... اصعد الى عنوان الكتاب .. مفاجأة مذهلة كتابه الذي ذهب أدراج الرياح ... ولكنه عند الله لا يزال متوهجا منيرا مباركا ونافعا .. قاد الله احد رواد واصحاب المجموعات البريدية لينسخه ويوزعه الى قوائم بريدية تصل الى مئات الألوف .. يلف الكتاب العالم كله ثم يعود الى الوطن والى العمل وليصل الى صديق ذلك الكاتب والذي كان عضوا في تلك المجموعة و ليس بينه وبين مكتب الكاتب الا جدارا واحدا .. فوجئ الصديق باسم صديقه ولم يكن يعرف عنه انه كاتب ... نادى صديقه اعاد الحماس إلى أصابعه .. وتدفق الدم في شرايينه .. عاد ولسان حاله يقول مثل ما قال صاحب القصة الأولى بادئا عهدا جديدا مع الله تعالى بأن لا يفكر يوما اين يلقي البذرة ومن سيتولاها بالرعاية فإنما علينا البلاغ وكل شئ بعدها في علم وتقدير رب البريات سبحانه

قصتان هامتان أحببت ان أوردهما لكل من أخذله الانترنت .. وتفاعل الناس مع موضوعاته .. وقلة زواره ... وشعر بالإحباط واليأس وقرر الاعتزال

وأقول اقرأ هاتين القصتين لأكثر من مرة لتفهم وتتعلم أشياء كثيرة جدا جدا جدا لا يستطيع العقل البشري إدراكها

فعالم الانترنت بحر ومحيط وأيّما محيط ... نلقي فيه بالسفن الصغيرة والله يتولاها من بعد ذلك بالرعاية والسير والقيادة بقدر وأجل إلى مكان وزمان وإنسان معلومين من فوق سبع سماوات وذلك لعدة حكم من رب العالمين

فربما حمانا الله بذلك من العجب والغرور والرياء بمشاهدة الثمار فورا

وربما اردنا وقتا وزمانا ليس الأفضل والله تعالى إدّخر ذلك للأفضل وربما وربما ... اذا لنكتب لله فقط وما خاب من كان الله تعالى غايته وهدفه

وأخيرا لدي نقطة وددت التنبيه اليها وردت بشكل عابر في سياق القصة الأولى وهي دور الناقل الأمين الذي نقل موضوع ذلك الكاتب المغمور وأشار إلى اسمه وعنوان موقعه .. موقف ربما يبدو بسيطا ولا يكلف شيئا .. ولكن هل تابعنا كيف كان أثره في عودة محبط الى ساحة العمل والجد والعطاء

من الضروري ضروري أحبتي الكرام نسب الأمور إلى أهلها وعدم هضم الناس وبخسها اشياءها وحقوقها .. ماذا كنا نتوقع ان يحدث لو ان ذلك النقل تم مع تجاهل الكاتب والعنوان .. الم يكن من الممكن ان يترك ذلك أثرا سلبيا مضاعفا ربما يقضي على الكاتب

اذا ... الله الله على أمانة النقل والدعاء للكتاب الأصليين والإشادة بجهودهم والاعتراف بأفضالهم وتوضيح مواقعهم والإشارة إليها حتى وان كتبوا بأسماء مستعارة فالنتيجة واحدة ،، افعلوا كل ذلك وكونوا خير عون على البر والتقوى ولا تكونوا اعوانا للشيطان على اخوتكم من الدعاة والمصلحين والمخلصين

وأخيرا .. هل واجهتك مشكلة من هذا النوع ... اذا ... هل وجدت الحل ... أرجو ذلك

مع حبي وتقديري ودعواتي الصادقة للجميع بالتوفيق من رب العالمين



 
صدقت اخى الكريم
امانه النقل مهمه جدا

موضوعك رائع وجميل
دائما هناك امل
اذا اغلق امامك باب عليك باخر
حتى تصل الى مكانك اللائق
اكيد حتما ستصل الى ما تتمناه
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكرك أخي .. أسد الصحراء

علي حسن متابعتك ورائع مشاركتك

بارك الله فيك ..!!
 
بمشاركة المسلمين : دعوة لمحاربة الإسلام !

besm-alla.gif





الموضوع الثامن



بمشاركة المسلمين : دعوة لمحاربة الإسلام !



(((( أخي المسلم .. هذا الموقع : www.------.com
يشوه صورة الإسلام على الإنترنت .. نرجو من الجميع التحذير منه وأن يرسلوه لكل قائمتهم البريدية وساحات الحوار ))))

هذه الرسالة وصلتني مئات المرات بصفتي مشرفا على أحد المواقع الإسلامية ( Islamway.com ) .. وفي كل مرة أشعر بغـصـّـة في الحلق بسبب ما أراه من تصرفات المسلمين الحماسية الخالية من الحكمة والعقل.

لذلك أنا أكتب هذه الكلمات ناصحا إخواني في الله المستخدمين للإنترنت أن يقرأوها ثم أن يوزعوها لكل من يعرفون خاصة إذا كانوا قد وقعوا من قبل ضحية في نشر المواقع المعادية للإسلام بين المسلمين.

أولا : كيف نوقف المواقع المعادية للإسلام :
إن شبكة الإنترنت بعد إنشائها أصبحت بيئة لجميع الأفكار والاتجاهات وكل يعرض رأيه بالطريقة التي يراها ..
ولا يمكن لأي شخص بأي حال من الأحوال إيقاف فكر أو علم سواء كان معاديا للإسلام أو غير معاد عن طريق إغلاق المواقع أو الدعوة لإغلاقها.
فإذا أغلق لأحدهم موقعا يستطيع أن يفتح مئات المواقع الأخرى التي تحتوي نفس المواد وتنتشر.
فلا سبيل أبدا لإيقاف هذه المواقع إلا بطريق واحد وهو : نشر الحق ليكون واضحا وجليا للناس ..
وكما قالوا الهجوم خير وسيلة للدفاع ..
كم من المؤلم أن نرى شبابا وفتيات يرسلون رسائل تعد بالملايين ( بدون أي مبالغة ) ناشرين فيها موقعا معاديا للإسلام ..
بينما لا نجد منهم من هو حريص على أن يخبر زميلا له عن موقع إذاعة طريق الإسلام مثلا.

ثانيا : الترويج للمواقع على الإنترنت :
إن سبب فشل الكثير من المواقع العالمية والتي قد تصرف فيها آلاف الدولارات هو عملية التسويق والترويج لهذه المواقع ..
فالموقع يظل مغمورا غير معروف طالما لم يتم الترويج له باستخدام قنوات الإعلان الصحيحة عبر الشبكة ( Advertising Banners Campaigns ) والملاحظ أغلب القائمين على تلك المواقع المعادية هم أفراد يحملون حقدا للإسلام دفعهم ذلك لإنشاء هذه المواقع .. ولو -وآه من لو- كان المسلمون على قدر المسؤولية وتجاهلوا هذه المواقع لما علم بها أحد بل وضعف عزيمة أصحابها عن متابعتها ..
وما زلت أكرر .. لو كنت من المشرفين على تلك المواقع لقمت بتصميم الموقع ثم حصلت على عناوين البريد الإلكتروني لخمسة أو ستة مسلمين فقط وأرسلت لهم رسالة قائلا فيها :
(موقع يسب الإسلام .. احذروا منه أشد الحذر .. والعنوان هو : www.------.com .. أرسلوه لكل من تعرفون حتى يتنبهوا ) ..
وطبعا سيقوم الإخوة بنشر الموقع لكل من يعرفون ..
فبدلا من 6 أشخاص صاروا 12 ثم 24 ثم 200 ثم ...
حتى يصل العدد لأرقام مليونية خيالية بدأت عن طريق 6 مسلمين ..

ثالثا : ما هي جدوى الترويج لهذه المواقع ؟
المشكلة أننا كثيرا ما نتصرف دون إعمال العقل .. فلماذا لا نتوقف قليلا ونسأل أنفسنا .. ما هي الجدوى من نشر هذه المواقع بين المسلمين ؟ قد يقول قائل : لتحذير المسلمين منها حتى لا يظنوا أنها مواقع إسلامية وينخدعوا بها !

فأقول رادّا عليك أخي الكريم : لا أحد يظن أن تلك المواقع إسلامية .. لأنهم ببساطة يعادون الإسلام ويضعون في نفس موقعهم مثلا تعريفا بعقيدتهم وأهدافهم .. ولولا المسلمين أنفسهم لما انتشرت هذه المواقع حتى يعرفها المسلم وغير المسلم.

بل وأستغرب من ذلك المنطق العجيب .. وهو أن يقوم الإنسان بالترويج لشيء بغرض التحذير منه !!!
فمثلا إذا وجدت مجلة تحارب الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وتحوي صورا خليعة وألفاظا قبيحة..
هل نذهب للبائع ونشتري منه ألف نسخة ثم نقف على قارعة الطريق ..
نعطي نسخة لكل مار بالطريق ونقول له : هذه مجلة تحارب الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم أرجو أن تحذر منها .. تفضل نسختك مجانا !!! أظن لا يقول عاقل أن هذا تحذير !
بل هذا ترويج وخداع !
وهذا ما يحدث بالضبط .. فأنت تطالب الناس بالحذر من موقع ثم تعطيهم عنوانه ..
والنفس البشرية تميل لما هو ممنوع عنها .. فأؤكد لك أن كل الناس سيدخلون على هذه المواقع بسببك أنت !

رابعا : خطر ترويج هذه المواقع :
كما قلت بداية إنك تساهم أخي الكريم بشكل فعّـال في نشر هذه المواقع عالميا .. وذلك من خلال :
-1- دعوة الآخرين لزيارتها وذلك بطريقة غير مباشرة
-2- نشر العنوان بشكل غير طبيعي في رسائل البريد الإلكتروني مما يتيح تقنيا لهذه المواقع أن تتقدم في عرضها في محركات البحث بسبب اشتهارها .. فلو كتب شخص كلمة : islam في محرك للبحث يظهر له عنوان ذلك الموقع من أوائل المواقع .. وبذلك تكون أنت أيضا مساهما في ذلك.

إنني أضرب مثالا صغيرا لأوضح لكم خطورة الموقف : تصلني بعد الرسائل أحيانا من أشخاص يشكون في وجود الله .. ويشعرون بعدم مصداقية الإسلام وهؤلاء قد ولدوا مسلمين ولكن لديهم بعض الشبه والتي والحمد لله نحاول أن نزيلها منهم ..
إن شخصا مثل هذا الشخص الذي أذكره لو دخل موقعا معاديا للإسلام يروج الأكاذيب والشبه قد يقتنع بآرائهم الخبيثة ..
وقد يترك الإسلام .. وذلك بسبب مسلم أرسل له هذه الرسالة ليحذره من موقع يعادي الإسلام !

خامسا : أخي في الله .. اتق الله !
إنني هنا أؤكد لكم أن كل من يقوم بتوزيع هذه المواقع بعد قراءته لهذه المقالة لهو آثم آثم آثم .. وسوف يحاسبه الله تعالى ليس فقط على ما قام هو بإرساله .. بل أيضا على الآخرين الذين أرسلوها عن طريقه .. فيا له من أمر خطير ! ويالها من متوالية حسابية في الإثم مخيفة .. فلو قمت بإرساله لشخصين .. كل منهما أرسله لخمسة كان الناتج 12 شخصا في ميزان سيئاتك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سادسا : ولكن كيف أكفّـر عن ذنبي ؟!
التوبة من الذنب هي من أهم الأمور .. وترك الذنب بغير توبة يعني أنك ستحاسب عليه يوم القيامة .. فكيف تتوب ؟
أولا : تتوقف نهائيا عن نشر هذه المواقع وتستغفر الله على ما كان منك.
ثانيا : تدعو كل من تعرفه من الإخوة أن يقرأوا هذه المقالة وذلك حتى يعرفوا جيدا خطورة المسألة.
ثالثا : تحفظ نسخة من هذه المقالة عندك وترسلها لكل من يرسل لك مثل هذه المواقع.
رابعا : تقوم بنشر المواقع الإسلامية الصحيحة بين المسلمين حتى يتعرفوا عليها .. على الأقل على نفس العدد الذي أرسلت له تلك المواقع المعادية للإسلام .. ويمكنك الضغط هنا لإرسال تعريف بإذاعة طريق الإسلام لأحد أصدقائك.
أخوك الناصح لك
المشرف العام على إذاعة طريق الإسلام


 
أصبتَ وأخطأتُ !!كم هي ثقيلة على النفس..

besm-alla.gif





الموضوع التاسع


أصبتَ وأخطأتُ !!كم هي ثقيلة على النفس..


الحمد لله رب أعن ويسر

لعل من أشد ما نحتاجه اليوم في التعامل مع بعضنا بعضًا خلق الإنصاف الذي يعني: إدراكاً متكاملا لما عند الآخرين من حسنات وميزات ، ولما يعانونه من مشكلات ، ولما يعيشون فيه من ظروف مختلفة . ـ فهو يقتضي ـ : ذكر محاسن الشخص ومثالبه عند الحاجة إلى تقويمه .

والمنصف هو الذي: يدرك حقيقة أحوال البشر إدراكاً مناسباً ، لأن أحوال البشر وأفكارهم وأمزجتهم على درجة عالية جداً من التعقيد والتنوع ، فالمنصف هو الذي يدرك هذه الحقيقة ، ثم يملك القدرة على التعامل معها كما ينبغي .
( مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي د/ عبد الكريم بكار) بتصرف


ذكر ابن عبد البر بسنده في (جامع العلم 1/531)

عن محمد بن كعب القرظي قال: سأل رجل علياً رضي الله عنه عن مسألة ، فقال فيها ،
فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ؛ ولكن كذا وكذا . فقال علي رضي الله عنه:
أصبتَ وأخطأتُ !!.

كم هي بالفعل ثقيلة هذه الكلمة على من لم يوطّن نفسه على الإنصاف ، هذا الخُلق الذي عزّ وجوده في هذه الأزمنة المتأخرة ، وقد الإمام مالك ـ رحمه الله ـ من قبل : ما في زماننا شيء أقل من الإنصاف !!

وقال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ أيضًا:
فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف ، نسأل الله السلامة .

وقال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في (الأخلاق والسير) : واضع الكلام في موضعه ... أعز من الكبريت الأحمر!!.

فكيف بنا نحن في هذا الزمن الذي علت فيه أصوات البغي بقصد الأذى ، أو الحسد ؛ ماذا نقول ؟؟

يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في (الفتاوى 14/482-483) :
وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها و أمرائها و رؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي: بتأويل أو بغير تأويل ، كما بغت الجهمية على المستنَّة في محنة الصفات و القرآن... و كما بغت الرافضة على المستنَّة مرات متعددة ، وكما بغت الناصبة على علي و أهل بيته ، وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة ، وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم ، وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به . وهو الإسراف المذكور في قولهم :{ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا} أ.هـ

وغالباً ما يكون هذا النوع من البغي عند الذين لا يستطيعون المواجهة ، فتراهم يصخبون في المجالس بلمز هذا أو ذاك = بقصد الاشتهار ، أو بقصد الإطاحة بالغير ، أو بقصد الإصلاح والبيان ..... زعموا !!
وإن تعجب فعجبْ لفعلهم : فبعض هؤلاء في أوقات كثيرة ، حتى لو تبين له خطؤه لم يتخلى عنه !!

ولو أنصف مع نفسه والناس لما تردد وقال: {ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا} وقال: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم}

الإنصاف في هذا الزمن أصبح وجوده أعز من الكبريت الأحمر ، وللأسف حتى من بعض المنتسبين للعلم وأهله !

يقول ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع العلم 1/530) : من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم . أ.هـ

وهذا ما حصل بالفعل فبعضهم لم يسعه الخلاف ، ولم يحترم الآراء ، ولم يقدر وجهات النظر ، فأخذ يعدل ويجرح ، ويعادي ويوالي ، ولو أنصف لطلب بيان ما استشكل ، وعلم أن الخلاف في بعض المسائل له حظ من النظر .

ومن ضاقت به السبل ولم يسعه الخلاف ، فباب الأعذار مفتوح المصراعين ، ومن التمس العذر لأخيه وجده.

(( ما حملك يا حاطب على ما صنعت ))
((يا عمر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة )) .

ومن رام البقاء في الدنيا ، من غير وجود مخالف له في مسألة ما ، فقد طلب المستحيل ...... (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
لا يخلو الإنسان من ضد ولو ............ حاول العزلة في رأس الجبل
معرفة الإنسان لتفاوت العقول ، وحتمية الخلاف ، مع فهمه لطبيعة الحياة = كل ذلك يجعله حتماً : منصفاً في أحكامه
وأرائه ، ومن لم يتعامل مع الناس بإنصاف ، فَقَدَ مودتهم له ، ولم يكسب ثقتهم ، بخلاف ما لو كان منصفاً ، لأن الإنصاف يقتضي العدل مع الناس ، والاعتراف بفضلهم إذا أحسنوا ، وتقويم خطئهم بلا إسراف .. {ولا تبخسوا الناس أشياءهم}

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: وليعلم انه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيءٍ من سنته، دقيق وجليل، فإنهم متفقون اتفقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه، فلا بد له من عذر في تركه.

# الإنصاف مع المخالفين حتى ولو كان خطأهم بينًا واضحًا: ( الإمام الذهبي رحمه الله في السير )

( وإنصاف الخصوم بذكر محامدهم ومناقبهم ليس بالأمر اليسير على النفس البشرية ؛ إذ إن عين السخط لا ترى إلا في اتجاهٍ واحد!!)
[فصول في التفكير الموضوعي د/ عبد الكريم بكاّر]


يقول ـ رحمه الله ـ في ترجمة قتادة بن دعامة السدوسي :

وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القدر، نسأل الله العفو. ومع هذا فما توقف أحد في صدقه ، وعدالته ، وحفظه ، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنـزيهه ، وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل . ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له زللـه ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه.

نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك .

يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان ، الخليفة الأموي، قلت: كان قويًّا شجاعا، ذا رأى وحزم، وفطنة وفصاحة وله شعر جيد ، وكان ناصبيا ، فظًا غليظًا، جلفًا. يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس.

ـ ويزيد ممن لا نسبه ولا نحبه.

ـ له على هنا ته حسنة، وهي غزو القسطنطينية كان أمير ذلك الجيش، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري.

ـ أبو عبيدة الإمام العلامة البحر معمر بن المثنى التيمي- صاحب- (غريب الحديث).

ـ قلت: قد كان هذا المرء من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله ، ولا العارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة الاجتهاد.

ـ الحجاج يقول عنه: له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله. وله توحيد في الجملة.

ـ الواقدى محمدبن عمر بن واقد الأسلمي. صاحب التصانيف والمغازي، العلامة الإمام أبو عبد الله، أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه.

جمع، فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخَرَزَ بالدر الثمين فاطروحوه لذلك، ومع هذا فلا يستغني عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم.

ـ القفال الشاشى الشافعي. قال أبو الحسن الصفَّار سمعت أبا سهل، سئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدسه من وجه ودنسه من وجه 0
أي: دنسه بالاعتزال.

قلت:.... الكمال عزيز، وإنما يمدح العالم بكثرة ماله من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها. وقد يُغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق.

ـ الغزالي الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان.
أبو حامد محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي صاحب التصانيف والذكاء المفرط.

ذكر الذهبي بعض الهفوات لأبي حامد- ثم قال: الغزالي إمام كبير، وما من شرط العالم أن لا يخطئ.
فرحم الله الإمام أبا حامد ، فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعى عصمته من الغلط والخطأ).

الذهبي يُدبِّجْ قاعدة:
( وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل )
ملخص لأسباب الخروج عن الإنصاف ، للإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ
في كتابه ( أدب الطلب ومنتهى الأرب ص:91ـ 178) :
يقول رحمه الله :

واعلم أن أسباب الخروج عن دائرة الإنصاف ، والوقوع في موبقات التعصب كثيرة جدا:

فمنها وهو أكثرها وقوعاً وأشدها بلاءً : أن ينشأ طالب العلم في بلد من البلدان التي قد تمذهب أهلها بمذهب معيّن ، واقتدوا بعالم مخصوص . وهذا الداء قد طـبّق في بلاد الإسلام وعم أهلها ، ولم يخرج عنه إلا أفراد ......

ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف ويصدر عنها البعد عن الحق وكتم الحجة وعدم ما أوجبه الله من البيان : حب الشرف والمال اللذين هما أعدى على الإنسان ذئبين ضاريين ، كما وصف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا هو السبب الذي حرَّف به أهل الكتاب كتب الله المنزلة على رُسله ، وكتموا ما جاءهم فيها من البينات والهدى كما وقع من أحبار اليهود.......

ومنها ما يقع بين أهل العلم من الجدال والمراء ، فإن الرجل قد يكون له بصيرة وحسن إدراك ومعرفة بالحق ورغوب إليه فيخطئ في المناظرة ويحمله الهوى ومحبة الغلب وطلب الظهور على التصميم على مقاله ، وتصحيح خطئه ، وتقويم معوجه بالجدال والمراء . وهذه الذريعة الإبليسية والدسيسة الشيطانية قد وقع بها من وقع في مهاوٍ من التعصبات ومزالق من التعسفات عظيمة الخطر مخوفة العاقبة . وقد شاهدنا من هذا الجنس ما يقضي منه العجب......!!!
قلت: وشاهدنا نحن أيضاً من هذا الجنس ما يقضي منه العجب !!!

ومن الأسباب المقتضية للتعصب: أن يكون بعض سلف المشتغل بالعلم قد قال بقول ومال إلى رأي ، فيأتي هذا الذي جاء بعده فيحمله حب القرابة على الذهاب إلى ذلك المذهب والقول بذلك القول ، وإن كان يعلم أنه خطأ ، وأقل الأحوال إذا لم يذهب إليه أن يقول فيه أنه صحيح ويتطلب له الحجج ويبحث عما يقوّيه وإن كان بمكان من الضعف ومحل من السقوط ، وليس له في هذا حظ ولا معه فائدة ، إلاّ بمجرد المباهاة لمن يعرفه والتزيّن لأصحابه بأنه في العلم معرق وإن بيته قديم فيه.........

5- ومن آفات التعصب الماحقة لبركة العلم أن يكون طالب العلم قد قال بقول في مسألة كما يصدر ممن يفتي أو يصنف
أو يناظر غيره ويشتهر ذلك القول عنه فإنه قد يصعب عليه الرجوع عنه إلى ما يخالفه وإن علم أنه الحق وتبين له فساد ما قاله..........
6- ومن الآفات المانعة عن الرجوع إلى الحق أن يكون المتكلم بالحق حدث السن بالنسبة إلى من يناظره أو قليل العلم أو الشهرة في الناس ، والآخر بعكس ذلك فإنه قد تحمله حمية الجاهلية والعصبية الشيطانية على التمسك بالباطل أنفةً منه
عن الرجوع إلى قول من هو أصغر منه سناً أو أقل منه علماً أو أخفى شهرة ظنّاً منه أن في ذلك عليه ما يحط منه وينقض
ما هو فيه...........

7- ومن أسباب الوقوع في غير الإنصاف والتمسك بذيل من الاعتساف. أن يأخذ طالب الحق أدلة المسائل من مجاميع الفقه التي يعتزي مؤلفها إلى مذهب من المذاهب. فإن من كان كذلك يُبالغ في إيراد أدلة مذهبه ويُطيل ذيل الكلام عليها ويصرح تارة بأنها أدلة. وتارة بأنها حجج. وتارة بأنها صحيحة. ثم يطفف لخصمه المخالف فيورد أدلته بصيغة التمريض. ويعنونها بلفظ الشبه........

8-ومن الأسباب المانعة من الإنصاف ما يقع من المنافسة بين المتقاربين في الفضائل أو في الرئاسة الدينية أو الدنيوية ، فإنه إذا نفخ الشيطان في أنفهما وترقت المنافسة بلغت إلى حد يحمل كل واحد منهما على أن يرد ما جاء به الآخر إذا تمكن من ذلك وإن كان صحيحاً جارياً على منهج الصواب. وقد رأينا وسمعنا من هذا القبيل عجائب صنع فيها جماعة من أهل العلم صنيع أهل الطاغوت. وردوا ما جاء به بعضهم من الحق وقابلوه بالجدال الباطل والمراء القاتل.....!!!

قلت: وقد رأينا وسمعنا نحن أيضاً من هذا القبيل عجائب وغرائب.....!!!
قال الإمام الذهبي رحمه الله : استفق ، ويحك ، وسل ربك العافية ، فكلام الأقران بعضهم في بعض أمر عجيب ، وقع فيه سادة ، فرحم الله الجميع .

# العلم رحم بين أهله.

ذكر ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع العلم 2/1093) بسنده عن عبد العزيز بن أبي حازم قال:

سمعت أبي يقول:

العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة ، وإذا لقي من هو مثله ذاكره ، وإذا لقي من هو دونه لم يَزْهُ عليه حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه فهلك الناس .

قال أبو عمر – رحمه الله - : قد غلط فيه كثير من الناس ، وضلت فيه نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك ، والصحيح في هذا الباب أن من صحَّت عدالته وثبتت في العلم إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحد إِلاَّ أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته على طريق الشهادات ، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قال لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة ، وسلامته من ذلك كله ، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر ، وأما من لم تثبت إمامته ولا عرفت عدالته ولا صحَّت – لعدم الحفظ والإتقان – روايته ، فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه ، ويجهتد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه ، والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين إماماً في الدين قول أحد من الطاعنين: إن السلف رضي الله عنهم قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير منه في حال الغضب ، ومنه ما حمل عليه الحسد ، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم المقول فيه ما قال القائل فيه ، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلاً واجتهاداً ، لا يلزم تقليدهم في شيءٍ منه دون برهان وحجة توجبه .

#هذه أوصاف بعض أهل هذا الزمان !!

قال الإمام الخطابي ـ رحمه الله ـ في (العزلة ص162ـ 163) :
وسأفيدك فائدةً يا أخي يَجِلُّ نفعُها ويعظم عائدتها ، وما أقولها إلا عن ودٍّ لك ، وشفقةٍ عليك ؛ فإن البلوى في معاشرة أهل زمانك عظيمة ، فاستعن بها على ما يلقاك من أذاهم ؛ فإنك لا تخلو من قليله وإن سلِمتَ من كثيره ؛ وذلكَ أنك قد ترى الواحد بعد الواحد منهم يتكالبُ على الناس ، ويتسَفَّهُ على أعراضهم ، وينبح فيها نباح الكلب ، فيهمُّك من شأنه ما يهمُّك ، ويسوءك منه ما يسوءك ، إلا أنْ يكون رجلاً فاضلاً يُرجى خيره ويؤمن شرُّه، فيطول في أمره فكرك، ويدوم به شغل قلبك .

فأزح هذا العارض عن نفسك بأن تعده على الحقيقة كلبا خِلْقَة ، وزد به في عدد الكلاب واحداً. ولعلك قد مررت مرة من المَرِّ بكلب من الكلاب ينبح ويعوي ، وربما كان أيضاً قد يساور ويعقر ، فلم تحدِّثْ نفسك في أمره بأن يعود إنساناً ينطقُ ويسيح ، فلا تتأسف له ألاَّ يكون دابة تُركب أو شاة تحلب ، فاجعل هذا المتكلِّب كلباً مثله ، واسترح من شغله ، واربح مؤونة الفكر فيه.

وكذلك فليكن عندك منزلة من جهل حقك وكَفَرَ معروفك ، فاحسبه حماراً ، أوزد به في عدد العانة (يعني: القطيع من حمر الوحش) واحداً ، فبمثل هذا تتخلص من آفة هذا الباب وغائلته ، والله المستعان .

جعلني الله وإيّاكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه وليُ ذلك والقادر عليه .

إخواني رواد هذا الملتقى المبارك لا تبخلوا عليّ بما لديكم من ملاحظات ومعارضات وتعليقات إثراءً للموضوع وتتميماً للفائدة. وسلامتكم .

أخوكم/ أبو حاتم
 
besm-alla.gif





الموضوع العاشر





توجيهات ونصائح لرواد المنتديات .. فضيلة الشيخ سلمان العودة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما ذكره الأخ الكريم صحيح في العديد من الحالات .
إن كثيراً من النقاش الذي يحتدم بين رواد المنتديات يدور حول قضايا غير مهمة ، إما مسائل شخصية ، أو أحداث أكل الدهر عليها وشرب ، أو أمور ثانوية .
ليعذرني الاخوة إن تساءلت : ماذا نستفيد من الدخول في مفاضلة بين العلماء أو الدعاة ، بل في محاكمة لا قاضي فيها ولا بينة ولا دليل ؟
ماذا نستفيد ، بل كم نخسر من نبش الأموات ، وتعريتهم ، وأكل لحومهم على مرأى ومسمع من الغادين والرائحين ؟ ألا يمكن تصحيح الخطأ إلا ويتخذ فلان وفلان " وسيلة إيضاح " ؟
ثمت موضوعات غنية ومهمة يمكن أن يتحدث الشباب حولها حديث الطبيب الحاذق ، والحبيب الناصح ، والأخ المشفق ، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر :
1- موضوع جهل المسلمين بدينهم وعقيدتهم ، وانتشار البدعة والخرافة والشرك بصوره العملية والقولية دون نكير ، هذا الهم الذي شغل دعاة الإصلاح في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه ، بل ومنذ حقب ليست بالقصيرة ..لماذا لا يتم طرحه و طرقه ، ومناقشة الوسائل المفيدة لتصحيح أوضاع المسلمين ، وتصفية عقائدهم ؟
2- موضوع الجهل السائد في الأمة بدينها ، والذي حوّل عباداتها إلى عادات ، وجعل من المسلمين من لا يعرف كيف يصلي أو يزكي أو يحج ، وفي بعض البلاد يصوم فرد واحد عن الجماعة ، ويسمح له بتعاطي الدخان والبسكويت والأغذية السهلة ! .
3- موضوع التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي ، ففي وقت ثورة المعلومات ، وثورة الاتصال ، والتقدم المادي الهائل في كل مجالات الحياة يعاني المسلمون من العزلة عن هذا المضمار ، ليس بسبب عجز فطري في المقدرة العقلية ، لكن بسبب نقص حاد في شروط النهضة 0
4- موضوع الشتات والتفرق والاختلاف الذي يعصف بالأمة عصفاً على أكثر من مستوى ، حتى يصل إلى الخلاف القاتل بين الخاصة من أهل العلم والدعوة والجهاد مما أغرى بهم عدوهم فصار يلتهمهم قطعة قطعة ، ولا أحد يحس برزية غيره ، حتى إذا أدركه الغرق عتب على الآخرين الغائبين .. أليس في هذا ما ينطق بالعِبرة ،ويستمطر العَبرة ؟
5- موضوع انحراف الشباب والفتيات وانسياقهم وراء المنتج الغربي .. فكراً وأنماط سلوك .. وضعف الاعتزاز بالقيم الإسلامية والتراث الإسلامي تأريخاً وحضارة .
6- موضوع المجتمعات الإسلامية ، وكيف تدخل إلى منتدى العولمة الجديد .. كيف تواجه تحدياته ؟ كيف تقاوم شروره ؟ كيف تستثمر إيجابياته ؟ كيف تحول المحنة إلى منحة من خلال طرح البديل الإسلامي ، اقتصاداً وثقافة وإعلاماً .
إلى غير ذلك من القضايا المهمة والساخنة والمفيدة .
أليس من المحزن أن يتفرج علينا الآخرون ونحن نتهارش ونتطاحن ، ونتماسك بالأيدي ، لا تماسك المتعاونين المتناصرين ، فحبذا ونعمت عين ، ولكن تماسك المتعاركين المتقاتلين ..! على حد قول القطامي :
وأحياناً على بكر أخينا ** إذا ما لم نجد إلا أخانا
أليس هذا مما يحزن الصديق الناصح ؟ ويسر العدو الكاشح ؟ نعم .. ليكن من موضوعاتنا أيضاً النقد العلمي النزيه .. وليس التهميش والتجريح .. وبيان الحق ورحمة الخلق .. فباب الرد الموضوعي القائم على الحجة والبرهان مفتوح .. ولكن لأهله .
أدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يكشف كربات المسلمين ، ويأخذ بنواصيهم إلى صراطه المستقيم ، ويهدي ضالهم ، ويثبت صالحهم ، ويجمع كلمتهم جميعا على الحق ، وينصرهم على عدوهم .. آمين ،،،
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
 

besm-alla.gif





الموضوع الحادي عشر



نصائح لرواد ساحات الحوار



السؤال : كثرت مواقع ساحات الحوار وكَثُر المشاركون فيها فما هي النصيحة لرواد قنوات الحوار سواء القراء أو المشاركين .

الجواب :

الحمد لله
نعم لقد كثرت مواقع الحوار على الشبكة وكثر روادها وفيما يلي بعض النصائح للقراء والكتّاب فيها :

- الإخلاص لله : وكل امرئ سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه ، فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرك في القيامة أن تراه ، ولا خير في عمل لا يراد به وجه الله تعالى .

- العامي وغير المتخصص لا بد أن يختار المواقع السليمة والمفيدة ويتحاشى مواقع أهل البدع والمواقع السيئة .

- مقاطعة مواقع أهل البدعة أو المواقع التي غلبت عليها البدعة لأن المشاركة والنقاش هو مادة الحياة لهذه المواقع ، ولا يجوز إشهار أهل البدع ويجب إخمال ذكرهم ، والعمل على ألا يشتهروا ، وقد يحصل من طريقة ردود بعض أهل السنة خلاف ذلك ، ولا يجوز للعامي المسلم أن يقرأ في مواقع أهل البدع بدافع حب الاستطلاع أو يناقش بدون علم بل يكل الأمر لأهله ولا بأس بأن يأخذ كلام المبتدع إلى أهل العلم ثم ينقل رده عليه .

- تذكير أصحاب المواقع المختلطة بالله عز وجل وأنه لا يجوز لهم أن يسمحوا لأحد من أهل البدع أو المقالات الباطلة بنشر ذلك في مواقعهم .

- يجب على طلبة العلم مؤازرة أخيهم الذي يردّ على أهل البدع والذين يعتمدون على الكثرة حيث يكتب أحدهم ويصفق له عشرة ويمدحون صاحبهم ويشتمون الذي يرد عليه .

- أهمية مشاركة الشيوخ وأصحاب الأقلام والأصوات المشهورة في هذه المنتديات .

- لا يشترط دخول العالم بصفة مباشرة فقد يُشغله ذلك ويكفي أن ينقل الثقات من طلابه عنه .

- الحذر من إضاعة الأوقات فإن عدداً من طلبة العلم قد استنزفت ساحات الحوار منهم وقتاً طويلاً ولا يلزم الرد على كل ناعق وعلى الأطروحات التافهة ويمكن الاكتفاء بإيراد النبي صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- إدراك أن أهمية إنفاق الأوقات لتعليم المسلمين ودعوتهم مقدمة في الرد على هذا وذاك ولنترك الردود إلى الحالات التي لا بد منها مثل شخص من أهل البدع أثار شبهة أو حكى باطلاً ولم يرد عليه أحد فيتعين الرد حينئذٍ .

- لا بد أن يدرك الداخل إلى ساحات الحوار أنه يتعامل مع شخصيات كثيرة مجهولة وأن هامش الثقة بمن يكتبون بغير أسمائهم الحقيقية هو هامش ضيق .

- ينصح الشباب المتحمسون أن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يحسنونه علمياً ، ويكفينا في الفتوى بغير علم قول الله تعالى : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ )

- التزام الأدب الشّرعي وعفّة اللسان ( والقلم أحد اللسانين ) ، قال الله تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) والله الموفق .


الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
 
besm-alla.gif





الموضوع الثاني عشر








يا روادَ منتديات الحوار

الحمد لله وبعد ،

فقد أحزنني كثيرا ما رايته من الإقبال الشديد على الموضوعات المضحكة أو الهزلية، أو المسائل الخلافية التي لا يتوصل المتحاورون فيها إلى نتيجة سليمة، بل كثيرا ما أرى بعض المتحاورين يغلب عليه الدفاع عن شخصه، والاهتمام في حواره بتحقير من يحاوره، وأحيانا اتهامه في قصده، مع العلم أن القصد لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى.

وليس معنى هذا الدعوة إلى ترك الحوار وبيان الحق الذي يعتقده المحاور، ولكن المقصود الالتزام في الحوار بالأمور الآتية:

الأمر الأول: أن يكون المحاور على بصيرة وعلم بما يجري فيه الحوار، ولا يقحم نفسه فيما يجهله، ففي ذلك انزلاق إلى القول على الله بلا علم، وكشف الجاهل جهله لمحاوره.

الأمر الثاني: الالتزام بأدب الحوار، وذلك أن تكون أساليبه وألفاظه التي يختارها في خطاب من يحاوره اساليب وألفاظ مؤدبة، ليس فيه سباب ولا تهكم ولا سخرية، فإن هذه الأساليب السيئة لا يلجأ إليها في الغالب إلا العاجز عن إقامة الحجة والبرهان على آرائه

الأمر الثالث: أن يدع المحاور الحوار، إذا أحس بأن حواره أصبح انتصارا لشخصه، لا للحق، أو إذا رأى أن الحوار قد أصبح عديم الجدوى، فالذي يدع الجدال، وهو محق له أجره عند الله، كما دلت على ذلك الأحاديث.

الأمر الرابع: أن يجعل المشترك نفسه في هذه المنتديات قارئا كان أو كاتبا، طالب علم مستفيد،، دون تعالم وتفاخر على الآخرين، فالتواضع يحبه الله، والكبر يبغضه الله.

وليعلم من ظن نفسه أعلم من الآخرين أن فوق كل ذي علم عليم.

وتعلمون أيها الإخوة أن كثيرا من المستركين في هذه الشبكة، لا يفصحون عن أسمائهم الحقيقية، وإنما يذكرون أسماء مستعارة، ولا يفصحون عن تخصصاتهم، وقد يكون من تحاوره ذا علم وثقافة يفوقك فيهما، وقد ترى رأيا يخالفه وتتهكم به، وقد يكون الحق معه، فينبغي أن يجعل كل واحد منا نفسه متعلما من غيره، وأن تعلم منه غيره.


الأمر الخامس: الصبر على قراءة الموضوعات الجادة وتدبرها، لتثبت معانيها في نفس القارئ، ولا ينبغي أن يضيع الإنسان وقته في المزاح والهزل وتوافه الأمور، فما أحوجنا إلى حفظ أوقاتنا وعد إهدارها، ولا مانع أحيانا من الترويح عن النفس بما هو مباح، ولكن لا نضيع أوقاتنا كلها في ذلك.

ألا ترون ما نحن فيه يا إخوة من ذلة وهوان، ومن تربص أعدائنا بنا واحتلالهم أرضنا وتدنيس مقدساتنا، فهل يليق بنا أن يأخذ أعداؤنا أنفسهم في الجد الذي يهزمنا به، ونأخذ نحن أنفسنا بالهزل الذي يعتبر عونا لعدونا علينا.


الأمر السادس: لتعلموا إخواني أن هذه الشبكة وسيله من الوسائل التي تمكننا من إيصال معاني الإسلام إلى من يجهلها من المسلمين وغير المسلمين، فلنغتنم هذه الوسيلة لهداية الناس وهداية أنفسنا، وأن نكون قدوة حسنة للناس، يتأثرون بنا ويستفيدون منا، ولا نكون قدوة سيئة نفتن الناس .

هذه كلمة أحببت أن أختم بها آخر يوم من ضيافتي لمنتداكم، وأرجو الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد، وهو ولي التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم في الله
عبد الله قادري الأهدل
23/ من شهر صفر لعام 1422هـ ـ 17/6/2001
 
أيها العـقــلاء..!! ... كفـــوا عن هذا .......؟!!..

a30b65524a.gif




الموضوع الثالث عشر




أيها العـقــلاء..!! ... كفـــوا عن هذا .......؟!!..


كلمة لا بد منها:
أيها العقلاء...
أو كلما اجتهد أحد من أهل العلم بخلاف ما ترون.. خطأتموه، فنبذتموه، وحكمتم عليه بالضلالة...؟!!..
ماذا أبقيتم للناس؟.. وماذا أبقيتم لأنفسكم؟..
إنكم إذا صنعتم ذلك فلن تجدوا حين تخطئون - ولا تسلمون من الخطأ - من يعذركم، أو يقيل عثرتكم، أو يتقبل اجتهادكم، إن كنتم مجتهدين..
فابقوا على أنفسكم، وعلى إخوانكم..
فإن العذر إذا مُحي بزغ الشر بقرنه ..
وإذا كان الله تعالى عذر عباده إذا أخطؤوا، أو اجتهدوا، فما بالنا نجحر واسعا..؟؟!!...

- النحل يعيش جماعات جماعات..
- والنمل يعيش جماعات جماعات..
ونحن نعد هذين النوعين من خلق الله من الحشرات الراقية، لما بينها من التعاون والجد والألفة، فهي تشابه طبع بني الإنسان من هذا الوجه، واجتماعها ذلك مكنها من القيام بأدوار هامة في حياتها، كفلت لها العيش بسلام في كافة الظروف..

والحقيقة أن بني آدم أحوج من تلك المخلوقات للاجتماع والتآلف، لحاجة بعضهم إلى بعض في البقاء، فلا يتصور في إنسان أن يقدر على العيش بمفرده في مكان منعزل..

وإذا كان هذا هو الحكم في البشر عموما، فإنه في المؤمنين بالله منهم خصوصا أشد حاجة، وأعظم وجوبا، وذلك أن المسلم مأمور بأمر عظيم، لايمكنه أن يقوم به وحده، ألا وهو القيام بهذا الدين في نفسه، وتبليغه إلى العالمين، يقول ربنا: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}..
فدين الإسلام دين عالمي، وأتباعه مأمورون بتبليغه إلى العالمين..
وإذا تذكرنا أن أعداد البشر هائلة، وفي مقابل ذلك المؤمنون منهم جزء ضئيل، بدلالة قوله تعالى: - { وقليل من عبادي الشكور}.. - { وما آمن معه إلا قليل}..

فإن المؤمنين بحاجة شديدة إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف والهجر والتقاطع والتدابر والتباغض...
إذ كيف لهم أن يقوموا بهذا الواجب الثقيل وقلوبهم متنافرة متباغضة؟..
وكيف لهم أن يدعوا الناس إلى الهدى، وهم متقاطعون؟..

وواجب التبليغ لا يقتصر على أن يكون إلى طائفة الكفار، بل يمتد إلى بعض المسلمين الذين تنكروا لدينهم أو ولغوا في العصيان، فكل هؤلاء محتاجون إلى التبليغ..
إذاً كل من حولنا يحتاج إلى بلاغ :
- فالعصاة كثير وهم حولنا..
- والمنافقون بيننا..
- والكفار على أبوابنا..
وإذا عددنا الأخيار في كل بيت أو حي أو مجتمع أو أمة لوجدناهم قلة قليلة، فما أحوج هذه القلة إلى أن تتعاون فيما بينها، وتدع الخلاف والتباغض، فإن نصرة دين الله فوق كل خلاف شخصي، له حظ من الهوى.

والعجب أن تجد تباغضا وهجرا بين الصالحين، هذا مع أن رسول الله ينهى عن ذلك، وعلم المسلمين بمثل هذا النهي من البدهيات التي لايجهلها العامي فضلا عن العالم..

وتزداد عجبا كيف تمكن الشيطان فأفسد على أهل الصلاح أخوتهم، فمزق شملهم، وفرق كلمتهم، وبزرعه لهذا التباغض بينهم يضمن بقاء المعرضين في ظلماتهم....؟؟؟؟؟!!!!!!!!

فإن تقاطع أهل الصلاح وتدابرهم يمنع من وصول الخير الذي عندهم إلى غيرهم:
- فتقاطع الصالحين في البيت الواحد، يحرم أهل ذلك البيت ما عندهم من هداية..
- وتقاطع الصالحين في الحي الواحد، يفوت على أهل الحي الإستفادة من جهودهم وإمكاناتهم مجتمعين..
- وتقاطع الصالحين في الأمة الواحدة، يضيع عليها فرصة الهداية..
فكيف لهؤلاء الصالحين أن يخرجوا غيرهم من الظلمات إلى النور، وهم لم يخرجوا بعد من ظلمات القطيعة والهجر؟؟!!..
إن دعواتهم المنفردة لن تتكلل بالنجاح، لأنها غير قائمة على التعاون على البر والتقوى، بل قائمة على حب الذات وحب الهوى.
---------
لما بعث رسول الله آخى بين مسلمي مكة،:
فآخى بين أبي بكر وعمر، وعبدالرحمن بن عوف وعثمان.. السيرة النبوية الصحيحة 1/240.



ولما هاجر إلى المدينة كان أول شيء فعله أن أصلح ذات بين الأنصار، الأوس والخزرج..

فمن المعلوم أن الأوس والخزرج، على الرغم من كونهما، أبناء عمومة، إلا أنه كانت بينهما فتن وحروب أفنت بعضهم بعضا، وما يوم بعاث إلا يوم من أيامهم الجاهلية، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وذلك قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بثلاث سنين كما رجح ابن حجر في الفتح 4/441...

فألف الله بينهم على يد رسول الله حتى صاروا بنعمته إخوانا، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، ، فهاتان الطائفتان كان لابد لها من التآلف والأخوة لمصلحة الدعوة والقيام بالدين، فبدونه لايقوم الدين، فلذا كان هذا العمل من الأولويات لديه عليه الصلاة والسلام.



- فقد هدم كل دعوة جاهلية كانت بين الأوس والخزرج، حتى دانوا لله تعالى، وصاروا عباد الله إخوانا..
- وآخى بين عبدالرحمن بن عوف المهاجري وسعد بن الربيع الأنصاري..
- وآخى بين سلمان الفارسي وأبو الدرداء..
وقد أظهر الأنصار أخوة نادرة، حين نزلوا عن أزواجهم وأموالهم لإخوانهم المهاجرين، كما فعل سعد تجاه أخيه عبدالرحمن، حيث عرض عليه إحدى زوجتيه، أيتهما شاء، وعرض عليه نصف ماله، وفي المقابل أظهر المهاجرون أخوة وعفة نادرة،حين قال عبدالرحمن لأخيه سعد: " بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق".. السيرة النبوية الصحيحة 1/244..

فلاينقضي عجبك من كرم سعد، كما لاينقضي عجبك من عفة وتسامي ابن عوف..

وتأكيدا لمبدأ الأخوة ووجوب بقائها على أحسن حال وأتمه دون خدش أو إفساد، ماكان ما يفتأ عليه الصلاة والسلام يذكر:
- بحق المسلم على أخيه المسلم..
- وحق الجار على جاره..
- والضيف على مضيفه..
- والأجير على مستأجره..
- والرقيق على سيده..
حتى صار يخيل إليهم أنه لاحق لأحدهم في ماله الذي يملكه..

وإذا حدث خلاف عارض بين اثنين أو طائفتين سارع إلى حله بالموعظة الحسنة والنصح، وذكر فضائل المتخالفين، وتقريع المخطئين إذا بالغوا:
- سب أبو ذر بلالا، فقال له: " يا ابن السوداء"، فقال رسول الله: ( أعيرته بأمه! إنك امرؤ فيك جاهلية) البخاري في الإيمان باب المعاصي من أمور الجاهلية..
فندم أبو ذر، والتمس العذر من بلال، وقد قيل أنه وضع خده على الأرض وحلف ليطأنها..
- وعن خالد بن الوليد قال: " كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له، فشكاني إلى رسول الله، فقال رسول الله: ( من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله)، فخرجت فما شيء أحب إلي من رضى عمار، فلقيت عمارا فرضي". السير 1/415، رواه أحمد..
- ولما كادت الفتنة أن تقع بين الأوس والخزرج بفعل اليهود، قام فيهم رسول الله وهو يقول:
(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) ..
ثم تلى عليهم قوله تعالى: { واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}..
فتباكى الأنصار، وألقوا سلاحهم وهم يتعانقون.



- وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره أن يأتيه الرجل ليذكر أن فلانا فعل كذا وكذا، ويقول لهم:
( لايبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)، البداية والنهاية شمائل الرسول6/38
وهذا فيه تعليم للمسلمين بترك كل ما يفضي إلى فساد ذات بينهم، كالغيبة والنميمة والتجسس وسوء الظن، حفاظا على أخوتهم.



- وإذا شكى الصحابة إلى رسول الله ما لاقوه من أميرهم، لاطفه وسأله عن السبب دون أن يتعجل بزبره أو كهره، فقد صلى عمرو العاص في غزوة ذات السلاسل بأصحابه وهو جنب، فشكوه إلى رسول الله فقال له: (صليت بأصحابك وأنت جنب؟)..

فقال: " يارسول الله، خشيت على نفسي ـ وكان الليل باردا، والله يقول: {ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}"، فضحك النبي عليه الصلاة والسلام، صحيح أبي داود 323
- وكان لايفتأ يذكر فضل المخطئين، كما ذكر فضل حاطب بن أبي بلتعة لما استأذنه عمر في قتله لإفشاء سر المسلمين في حادثة فتح مكة فقال: ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم)رواه مسلم
فذكر الفضائل يغرس محبة أصحابها في القلوب..

كل تلك الأحداث تؤكد وجوب ليس الأخوة فحسب، بل التحاب أيضا، يقول عليه الصلاة والسلام:
( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على عمل إذا فعلتموا تحاببتم؟، أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم ..
ولما كان نشوء الصحابة على هذه التربية الأخوية فيما بينهم، انطلقوا في الأرض ينشرون دين الإسلام، ويخرجون الناس من الظلمات إلى النور..
بعد أن أخرجوا الهوى وحظوظ النفس والتقاطع من نفوسهم، وصاروا عبادالله إخوانا..
ولولا ذلك لما دخل الناس في دين الله أفواجا، بل لما وصل إلينا، ولما نعمنا به واهتدينا..
فلهم الرضى من الله، ولهم الشكر منا.



--------



فيا أيها العقلاء!!... كفوا عن الخلاف والقطيعة.. وامتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
( لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثمتفق عليه من حديث أنس.

أبو سارة

 
محاولة لعـلاج ظاهرة التنــازع والتشرذم


a30b65524a.gif




الموضوع الرابع عشر



محاولة لعـلاج ظاهرة التنــازع والتشرذم




كلمات في الاجتماع: -------



(1)



ما غلا قوم في شيء، إلا وظهر غلو آخرين في ضده..



الغلو في تقديس الأشخاص، يقابله الغلو في رفض الأشخاص..



أيهما سبب غلو الآخر؟..



كلاهما...



والحل في التوسط، والعدل، والانصاف...



قال تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا..}.. الأنعام..152



وقال: {ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.. المائده ..8



وفي الأثر:
(أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا، عسى أن يكون حبيبك يوما ما)..







(2)



لا بد من التريث وعدم الاستعجال في الحكم على الآخرين، خاصة أولئك الذين عرف عنهم اتباع منهج السلف والدعوة إليه..



فمن الذي لا يخطيء، ولو كان من أهل السنة والجماعة؟..



فلو أن كل من أخطأ هجر، وحذر منه، وشهر به، لما سلم أحد، حتى الهاجر والمحذر والمشهر، لن يسلم، لأنه لن يسلم من الخطأ..



والنتيجة: تمزيق الأمة ظلما وعدوانا..
إنما السبيل المناصحة بالتي هي أحسن، بالقول اللين، والصبر في تبليغ النصيحة، وإظهار المحبة والشفقة والحرص وصدق الإخوة..



هذا إن كان خطأ مجمعا عليه عند أهل السنة، أما وجهات النظر، والمسائل القابلة للاجتهاد، فهذه لا تنبغي أن تكون سببا في الخلاف أصلا..
لذا من المهم معرفة ما يسوغ وما لايسوغ فيه الخلاف...



فبعض الناس جاء إلى مسائل يسوغ فيها الخلاف، فجعلها موطن ولاء وبراء.. وهذا جهل ..
ومن المهم معرفة ما الخطأ والصواب..
فبعض الناس جاء إلى ما هو صواب، فجعله خطأ، وما هو خطأ، جعله صوابا.. وهذا جهل..
ومن الجهل أن ينجر المرء وراء الجهل..











(3)



الاجتماع يكون مع كل من يتبنى، علما وعملا، الكتاب والسنة ومنهج السلف، فمثل هؤلاء يجب عليهم ألا يختلفوا، والله تعالى يقول مخاطبا هؤلاء: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}...

فإذا ظهر من بعضهم خطأ فالواجب النصح والبيان والصبر..



وعلى من أنكر على أحد شيئا، أن يحمل رأيه إليه، ويبينه له، ويسمع منه الجواب، ولا يأخذ الجواب من وسائط، ولا يأخذ الخبر والحكم من وسائط، لأن الوسائط كثيرا ما تفتقد إلى الدقة في النقل، فتزيد وتنقص أشياء تكون سببا لتكبير الخلاف والفجوة...
وليس الخبر كالمعاينة.. وإنما آفة الأخبار رواتها..









(4)





بعض الفئات لاهم لها إلا تضخيم الأخطاء، وتحميل الكلام لايحتمل من المعنى، إما جهلا بمواقع الكلام والأدلة الشرعية، أو رغبة في سوء..

لذا فعلى الحصيف الحريص على الجماعة أن لا ينجر وراء هذه الفئات، بل يفحص كل تهمة ونقد يصدر منها تجاه غيرها، حتى لا يشاركهم في العدوان على بريء.. لينظر هل الكلام يحتمل ما حمّل أم لا؟..

وهنا من المفيد سؤال أهل العلم، خاصة أولئك الذين عرف عنهم الحياد، أي عدم المشاركة في الخلافات الناشبة بين بعض الفئات، فالخارج عن الخلاف أكثر إصابة للحق من الواقع فيه..

وليعلم أن التعصب لفئة يعمي البصيرة... فلا تدرك الحق، ولو ظهر كالشمس، لأن العقل منصرف عن الفهم والإدراك، وكم من الخلافات كان مصيرها الحل، لو أن النفوس سليمة، خالية من التعصب، لكن لما لم تكن كذلك، حصل الخلاف وتضخيم الاخطاء والنبذ والبراء..







(5)





الحق فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وما أمر به، وليس فيما يراه فلان وفلان..



فليس مقياس الغيرة على الدين وشعائره الكتابة فيما يراه بعضهم مهما، على الوجه الذي يرضيهم..
إنما المقياس: اتباع الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل به، والدعوة إليه..







(6)



أخي...



ليس لك مع من ترى أنك تخالفهم إلا الكلمة الطيبة، فبوسعهم أن يمطروك تهما، وأن يستبيحوا لأنفسهم ما تستبيحه أنت منهم.. لكن هذا لن يجدي شيئا، فلن تقنعهم بشي..

إنما سبيل الذي يغار على دين الله تعالى، ويهمه أمر الأمة أن يدعو إلى سبيل الله ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يقول القول اللين، وأن يخاطب إخوانه بالتي هي أحسن..

أتدري لماذا؟..
إن للخطاب الحسن، القائم على التماس العذر وحسن الظن أثرا حسنا:



- فهو دال على أن صاحبه متبع لهدي القرآن، حين أمر موسى عليه السلام أن يخاطب فرعون بالقول اللين..



- وهو دال على أنه متبع للنبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب من يدعوهم بأحسن عبارة..



- وهو دال على اتباع السلف، الذين لن يخالفوا بحال طريقة القرآن، ولا منهج النبوة..



- ثم هو الكفيل بهدم الفجوات بين المتخالفين، فالخطاب الحسن يحمل على حسن الاستماع وفهم كل خصم كلامه خصمه، فينفذ كلامهما إلى القلب، فربما لم يكونا مختلفين أصلا، وربما اهتدى المخطيء منهما..

كل ذلك بالخطاب الحسن..
أما إذا صار الخطاب عنيفا، التهم فيها مقدمة، واستباحة العرض هو الشعار، فلا ترجو إلا القطيعة والهجر وتصلب المواقف، والعناد، وكل تأخذه العزة بالإثم، حتى لو بان الحق لأحدهما، فلن ينجر إليه، ولن يقبل منه، لا لشيء إلا لأنه جاء من غير طريقه القويم.. ولأن الشيطان قد نزغ.. والله يقول: { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}..
{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا}..

فأهل الحق، ومن يرنو إلى الحق، ويخضع له، أولى بأن يتبعوا منهج القرآن في الخطاب، ولو كان الخصم ضالا مضلا، فكيف إذا كان أخاً، يبتغي الحق، ويحبه..؟؟
فاتقوا الله يا أولي الألباب...


---------
وفقني الله وإياكم...

 

أحدث المواضيع

أعلى