بحث عن الشيخ عبد الحميد كشك فارس المنبر

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
23,661
الإقامة
Egypt
الشيخ كشك فارس المنابر

qt92.jpg


اعتقاله
بدأت سلسلة من التحقيقات والاستدعاءات من عدة جهات أمنية بعد كل خطبة يلقيها الشيخ الجليل، حتى إنه سرد في مذكّراته أن المشير عبد الحكيم عامر أرسل له مندوبا من جهة أمنية يخبره أن المشير يعلم شعبيته وحب الناس له ويطلب منه أن يُحلّ دم سيد قطب الذي كان يمثّل أكبر عقبة للنظام آنذاك، لكن كشك رفض أن يفعل ذلك، وهو ما أدّى إلى اعتقاله عام 1965 وظلّ بالمعتقل مدة عامين ونصف العام، تنقّل خلالها بين معتقلات طره وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي.

يصف الشيخ كشك زنزانته قائلا: “أنا ما زلتُ أذكر الزنزانة رقم 19 في سجن القلعة يوم دخلتها لأوّل ليلة في حياتي وأُغلق الباب عليّ وحدي والظلام دامس، وأخذتُ أتحسّس حوائطها كيف أنام وأين الفراش الذي أنام عليه وأين القبلة لأصلي لله وأين الماء لأتوضّأ، وخلعتُ ملابسي وفرشتُها وطويت عمامتي ووضعتها تحت رأسي ونمتُ ليلتها أشكو لربي ظلم العباد”.

وفي 30 مارس 1968 خرج كشك من سجن أبو زعبل بعد عامين من الاعتقال، لاقى خلالهما ألوانا من العذاب الرهيب، ترك آثارا على كل جسده، وكان -كما قال مرافقوه داخل السجون- مثالا للصبر والثبات والاحتساب واليقين.

وبقي الشيخ فارسا يرتاد المنابر إلى أن تمّ اعتقاله ثانية في عام 1981 بسبب مهاجمته للنظام ومفاسده، وكان هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981 هجوما مرّا سجله التاريخ؛ بسبب ما كشف في آخر خطبه عن الفساد المستشري، والظلم الذي طال أبناء الشعب من سطوة النظام الغاشم، ثمّ مُنع نهائيا بعد خروجه من المعتقل من الدعوة والخطابة.



مكانه بين علماء عصره
إذا كان الشيخ محمد متولي الشعراوي قد جعل من علم التفسير علما شعبيا، وقيل عن الشيخ الغزالي إنه الحكيم الأول للدعوة الإسلامية المعاصرة، وعن الشيخ القرضاوي إنه فقيه الصحوة الإسلامية العالمية، وأن الشهيد سيد قطب هو المفسّر الدعوي للقرآن الكريم، وأن المرحوم سعيد حوى هو المفكر الموضوعي لعلوم القرآن والسنة؛ فإننا نذكر للشيخ كشك أنه المحامي الأول للحركة الإسلامية المباركة؛ فقد دخل بالدعوة إلى كل مكان؛ حتى غدا خصومه يستمعون إليه ويعجبون بشجاعته وبحر علمه في الردّ عليهم وكشف حقائقهم.



وفاته
في يوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر عام 1996، توضّأ الشيخ كعادته في بيته لصلاة الجمعة، وكان يتنفّل كعادته بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، وفي الركعة الثانية سجد السجدة الثانية، وفيها أسلم الروح إلى بارئه؛ متوضئا مصلّيا ساجدا، وكان يدعو الله من قبل أن يتوفّاه ساجدا فكان له ما أراد.

تحدّث في الجموع الحاشدة للمعزّين فضيلة الدكتور محمد عبد المنعم البري -رئيس جبهة علماء الأزهر- فقال: “على مدى خمسة وثلاثين عاما، ما عهدته خلالها إلا أسدا من أسود الحق لا يبالي في الله لومة لائم، يعتبر نفسه جنديا في أرض الرباط”.

رَحِم الله الشيخ الجليل وجزاه عنّا خيرا؛ جزاء تبليغه ووعظه، وما تكبّد من مشقة في سبيل الدعوة وإيصال كلمة الحق.
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى