mahmoud awad
مشرف سابق
جلس فى محطة القطار يداعب لحيته البيضاء ..
ثيابه المتواضعة توحى بمستواه الاجتماعى البسيط , ولعل اكثر ما ميزه هى تلك لحيته البيضاء الكثيفة وتلك النظارة الكبيرة التى علت انفه الدقيق
لم يبق الكثير على وصول القطار ..
يفكر صديقنا العجوز فى طريقة يهرب بها من محصل التذاكر ليحصل على رحلة مجانية
فى كل مرة يبتكر حيلة جديدة للتهرب من دفع ثمن التذكرة , يذكر انه فى مرة اصطنع الموت !
يراجع الخطة الجديدة فى عقله ثم يتسائل إن كانت حيله هذه ستكسبه ذنوب فوق ذنوبه , فلا يلبث الا ان يقنع نفسه انه
مضطر لذلك ولا لوم عليه
يسمع صفارة القطار , يستعد للوقوف ليكون اول المستقبلين ..
يحاول الوقوف ..
العالم يتلاشى من حوله ..
يهمس لنفسه : لا , لا يجب تفويت ذلك القطار
بالكاد يقف على قدميه ويقترب من حافة الرصيف ..
اللون الاسود يغزو كل شىء
لا يشعر برأسه ..
يسقط .. ويمر القطار !!
تحياتى لكم
