من سلسلة - التعلم من الماضى - لماذا كان حزب الوفد ؟
من المعروف أن حزب الوفد كان أحد أكبر و أهم الاحزاب - إن لم يكن أهمها و أكبرها بالفعل - فى الفترة ما بين بداية الحياة السياسية التى عاشتها مصر فى إطار التعدية الحزبية إلى أن عرفت مصر نظام الحزب الواحد الذى يسيطر على السلطة فى الدولة .
و عموما فسؤالنا الآن لماذا كان حزب الوفد هو الحزب الأهم و يمكن إرجاع الاسباب فى تقديرنا إلى العديد من الأسباب لعل أهمها
أنه لم يكن حزبا فئويا و لا طائفيا باى حال
* فإرهاصات الحزب الاولية قد شهدت تواجدا للمرأة مما يعنى أنه لم يعرف الالتمييز على أساس الجنس
* كما أن شعار الحزب ذاته كان يحمل الرموز الدينية لأكبر الديانات التى يدين بها المواطنين فى مصر
كما أن قيادات الحزب - بل أبرز قياداته و منهم سعد زغلول باشا و النحاس باشا نفسهم - قد إنتموا لطبقات اجتماعية كانت تنتمى لفئات إجتماعية بسيطة جدا أى أنهم كانوا يمثلون الطبقة البروليتارية فى المفهوم الكلاسيكى التقليدى و هو سبب بالطبع كان له عامل بير فى شعبية الوفد الكاسحة إذ كان له عامل كبير فى زيادة مشاركة من هم منتمون للطبقات البروليتارية و الطبقات البرجوازية البسيطة و البرجوازية الاعلى - و فى تقديرنا أنها هى الطبقات التى تصنع القرار السياسى بشكل أساسى فى الدول الديمقراطية بشكل عام - و هو السبب الاساسى فى تقديرنا لشعبية الوفد قديما كما أن إنضمام الطبقة , البرجوازية المثقفة ( وهى طبقة لا تملك الاموال الكثيرة و لكنها تملك العلم أى أن رأسما الأكبر هو العلم و الثقافة ) مما زاد جدا من الثراء الفكرى و السياسى للحزب مما انعكس بالفعل على تواجده فى الشارع السياسى المصرى
أى أنه - فى تقديرنا - أن نجاح حزب الوفد و شعبيته الكاسحة عادت إلى
أنه احتوى المجتمع بمختلف دياناته
أنه احتوى المجتمع بنساؤه و رجاله
أنه إعتمد بشكل أساسى سياسيا على البرجوازية البرجوازية البسيطة و البرجوازية المثقفة و الأخيرة فى تقديرنا كانت هى الاهم و هى الاهم بشكل عام فى مركز الثقل السياسى و الفكرى فى المجتمع
و عموما و نحن نبنى الجمهورية الجديدة فى مصر لا بد ألا تغيب عنا فكرة سبب شعبية الوفد الكاسحة
الكاتب السياسى
أحمد غانم