الصعوبات التى تواجه الممارسة الديمقراطية فى مصر .

احمد غانم

عضو نشيط
إنضم
Jun 9, 2012
المشاركات
113
الإقامة
مصر


طبيعى أن الممارسة الديمقراطية فى مصر فى حاجة الى بعض الوقت لتأتى بالنتائج المرجوة منها و مصر بالفعل بعد الثورة هى فى طرقها نحو الديمقراطية بل هى تسير بالفعل فى طريق الديمقراطية بالرغم من الصعوبات التى تواجهها ومنها .

نقص الخبرة السياسية للعديد من الاحزاب السياسية الجديدة .

و هى احدى المشكلات السياسية التى تواجهها مصر و التحول الديمقراطى فى مصر آنيا , و نقص الخبرة السياسية لدى الكثير من الاحزاب الجديدة و خاصة التى نشأ منها بعد الثورة هو احد النتائج الطبيعية لغياب المشاركة السياسية ليس فقط بالنسبة للمواطنين , بل للأحزاب نفسها .

غياب البرامج السياسية الواضحة عن معظم الاحزاب السياسية .

و هى بالقطع من اكثر الصعوبات أو لنقل العوائق أمام التجربة الديمقراطية فى مصر , و هى بلا شك احد النتائج المنطقية و الطبيعية لغياب المشاركة السياسية للاحزاب فى الحياة السياسية المصرية لفترة طويلة, فالشكل الديموقراطى الذى عاشته مصر أو لنقل الديمقراطية الشكلية التى عاشتها مصر من خلال وجود تعددية حزبية و حياة نيابية تأخذ مظهر مظاهر الديمقراطيات خارجيا دونما اداء سياسى مشارك و فعال قد جعل دور الاحزاب هو أقرب جدا لدور شكلى أقرب منه إلى مضمون سياسى حقيقى , مما انعكس بالطبع على برامج الاحزاب , فالاحزاب وفق قواعد اللعبة السياسية و التى ارساها النظام السابق كان المجال المسموح لها فيه بالحركة و الحرية كانت تعتمد بشكل اساسى و بصورة جوهرية على ما يحدده النظام السابق و ما يقرره و بالتالى فان الاحزاب السياسية لم تكن تضع فى تقديراتها مشاركة فعلية حقيقية و فاعلة و مباشرة فى القرار السياسى و بالتالى فهى كانت تعلم انها فى ظل النظام السابق على مسافة بعيدة من اتخاذ قرارتنفيذى و بالتالى فالغالبية العظمى ليس لها برامج سياسية و اقتصادية بالمفهوم العلمى المتعارف عليه فى العلوم السياسيةو التى تقوم على اسس علمية بحتةمن وضع تصور شامل سياسى و اقتصادى فى اطار معرفة للمدخلات الخاصة بالاقتصاد و ضع الاولويات بالنسبة للمشروعات و الانفاق العام على الخدمات و السلع الاساسية و البديلة و هى كلها بالطبع مسائل علمية بحتة لا بد أن تتم بشكل علمى سليم و من خلال معلومات حقيقية عن حجم مدخلات الاقتصاد و و الموارد و المصادر الاساسية للطاقة و الموارد الطبيعية و هى بالطبع أمور لم تكن من السهل التعامل معها من قبل أحزاب المعارضة و المنوط بها وضع البرامج السياسية الخاصة بتصوراتها الشاملة فى ظل هيمنة كاملة للنظام .
و عموما فإن غياب المشاركة السياسية الحقيقية جعل المعارضة – بشكل عام - تطرح أفكار أيديولوجية بدلا من طرح بدائل لانظمة سياسية لها النظرة التكاملة السياسية و الاقتصادية لامكان احداث تنمية مجتمعية حقيقية .
و بالتالى اصبحت الاحزاب تعتمد على الايديولوجيات اكثر من البرنامج السياسى , و هى بالفعل مشكلة حقيقية تواجه معظم الاحزاب السياسية بشكل عام سواء الجديد منها و الحديث .
فبشكل عام فقد ارتبط الشكل التقليدى للمعارضة بالنقد دونما وجود برامج تكاملية لدى الاحزاب بأساليب علمية وفق العلوم السياسية و الاقتصادية .

ان التطوير و خاصة الادارى يحتاج بعض الوقت بعد الانظمة السلطوية .

فكما هو الحال بعد كل الثورات الشعبية التى عرفها العالم تظل بعض الافكار الموروثة من الانظمة اللتى تم خلعها و هى بالطبع من المشكلات التى تواجه مرحلة مابعد الثورات فى الدول بشكل عام و منها مصر بالطبع .و وجود بعض الأفكار و السياسات و التى تظل باقية بعد خلع الانظمة إنما يرجع السبب فيه إلى ان الانظمة السلطوية تحاول السيطرة بشكل كامل على الدولة من خلال بعض الافكارو السياسات و هو ما يأخذ بعض الوقت للتطوير السياسى و الادارى و هى بالطبع من اكثر المشكلات التى تواجه الدول فى مرحلة ما بعد الثورات .


الفساد .

إن الفساد و الذى هو من أهم أسباب قيام الثورة المصرية , شأنها شأن كل الثورات و التى عادة ما يكون وجود الفساد عاملا محركا اساسيا للثورات , و خصوصا أن حجم الفساد فى النظام السابق فى مصر قد وصل إلى درجات عالية من الفساد و بأشكال متعدده فمنه الفساد السياسى و الفساد الاجتماعى و الفساد المالى و هو بالطبع من المشكلات الاساسية التى تواجه الدول بشكل عام فى مرحلة ما بعد الثورات , و خصوصا فى مصر فقد تشابكت بعض الأمور الخاصة بالفساد منذعهد النظام السابق مما يشكل مشكلة كبيرةأمام الدولة الجديدة و التحول الديمقراطى فى مصر .
الكاتب السياسى
أحمد غانم .
 

أحدث المواضيع

أعلى